فلاحون لـ “أوراس” يعلقون آمالهم على الأمطار

فلاحون لـ “أوراس” يعلقون آمالهم على الأمطار
(اخر تعديل 2024-03-04 14:56:04 )

استبشر الفلاحون عبر مختلف ولايات الوطن مع استمرار الاضطرابات الجوية والتساقط المعتبر للأمطار، وكذا الثلوج في بعض المناطق المرتفعة خاصة في الهضاب العليا والشمال الشرقي للبلاد.

وبدت الفرحة بادية على وجوه المزارعين، بعد أيام من التساقط المستمر للأمطار والثلوج، خاصة في ولايات عانت وطأة الجفاف وشح المياه خلال نفس الفترة من السنوات الأخيرة الماضية، ما سبب انتكاسة غير مسبوقة في كثير من المجالات الفلاحية، وعلى رأسها زراعة الحبوب والبقول الجافة.

نكبة الموسم الماضي لاتزال في أذهان الفلاحين

وسجلت عديد المناطق بالوطن موسما زراعيا أبيضا العام الفارط، ولم يقم الفلاحون بعملية الحصاد رغم قيامهم في بداية الموسم بالحرث والبذر واتباع مختلف مراحل العناية بالمحصول، على غرار استعمال الأسمدة والأدوية لمكافحة الأمراض والوقاية من مختلف الأخطار التي تصيب المحاصيل الزراعية.

وذات الصدد، يقول صاحب المستثمرة الفلاحية الفردية مراد بن مرواني، في حديثه مع “منصة أوراس” أنّه طوال مسيرته في مجال الفلاحة وزراعة المحاصيل، لم يتصادف مع موسم أبيض لم يحصّل فيه حبة قمح واحدة، رغم كل الأتعاب التي أجهدته في سبيل حصاد محصوله في فصل الصيف.

ويضيف مراد، أن والده المتوفي، الذي ورث عنه المستثمرة الفلاحية التي يشتغل فيها الآن، لم ينفي وجود الجفاف وقلة المردود في بعض المواسم، لكن بالمقابل لم يسبق له وأن ذكر موسما لم يقم فيه بعملية الحصاد بشكل قطعي، مثل ما حصل العام الماضي.

وبعد التساقط المعتبر للأمطار، و كذا الثلوج على المرتفعات، يقول صاحب المستثمرة الفلاحية مراد، أن هذه المعطيات تبشّر بموسم فلاحي ناجح، وترقى للمستوى المطلوب من المياه التي تكلل السنة الزراعية بالنجاح و تقدم النتائج المطلوبة، لكنه في الوقت نفسه، لم يخفي تخوّفه من احتمال قدوم فترات طويلة من صحوة الجو ترافقها حرارة مرتفعة عن معدلها الفصلي قد تأثر سلبا وبشكل مباشر على المحصول، أو حدوث العكس نتيجة فياضانات ورعود وتساقط للبرد ومختلف المخاطر الأخرى.

تساقط الأمطار ينعش امتلاء السدود

امتلأ سد بني هارون بالشرق الجزائري، وتحديدا بولاية ميلة، أكبر سد في البلاد، عن آخره و بلغ ذروته، وتجاوز حده الأقصى المقدر بنحو مليار متر مكعب، بعد الكميات المعتبرة المتساقطة مع نهاية الأسبوع المنصرم، وهذه أول مرة يمتلأ فيها السد ويبلغ طاقته الاستيعابية القصوى منذ أكثر من 3 سنوات.

وفي السياق، كشف مدير المراقبة والصيانة واستغلال المنشآت المائية بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، علي بوتاتة، أن نسبة امتلاء سدود الشرق الجزائري بلغت 66.04 بالمائة بعد الأمطار الأخيرة، وثمانية سدود نسبة امتلائها بلغت 100 بالمائة، منها سد بني هارون وسد تابلوط بولاية جيجل، خامس أكبر سد على مستوى الوطن.

وبتفصيل في الأرقام، أوضح بوتاتة، أن نسبة امتلاء السدود بالجزائر بعد الأمطار والثلوج الأخيرة وصلت إلى 40.85 بالمائة، أما سدود الوسط فامتلأت بنسة 27 بالمائة، وسدود الغرب 19 بالمائة، وأشار المتحدث عن نسبة إمتلاء للسدود فاقت الـ 50 بالمائة في بعض الولايات، بعدما كانت في حدود 3 بالمائة في السنوات الماضية.

وتابع المسؤول، أن كميات المياه المجمعة في الأيام الأخيرة ببعض السدود لم يسبق تسجيلها منذ سنوات، ونسبة الامتلاء مرشحة للارتفاع مع استمرار جريان الأودية، وأوضح أن فتح صمامات تفريغ السدود ليس فقط عند امتلائها بنسبة مائة بالمائة، ولكن يوجد ما يسمى بالتفريغ التقني للتخلص من الأوحال والرواسب، كما يمكن الرفع من كميات الضخ من سد إلى آخر لاستغلال كل الكميات التي تدخل إلى السدود قبل الوصول لمرحلة التفريغ.

الأمطار والثلوج تضاعف آمال الفلاحين

نتيجة التساقط المعتبر للأمطار والثلوج، وفي حديثهم مع موقع “أوراس” يرى كل من خالد ورشيد، وهما فلاحان يشتغلان في مزرعة جماعية للتعاون الفلاحي، إضافة إلى حيازتهم على قطع أرض صغيرة خاصة يستغلانها في النشاط الفلاحي وتربية الأبقار، أن بوادر الموسم الزراعي الناجح تجلّت عبر التساقط الأخير المعتبر للأمطار، والثلوج، وأكد الاثنان معا، أن وفرة المياة مرتبط بنسبة التساقط وأن هذا الأخير هو العمود الفقري الذي يقوم عليه أي نشاط زراعي أو فلاحي.

وفي ذات الموضوع، رجّح خالد، انخفاض أسعار بعض المنتجات الفلاحية، مشيرا إلى أن توفر المياة يلعب دورا رئيسيا، في جلّ الشعب الفلاحية، ضاربا المثال بتربية المواشي، حيث يسمح تساقط الأمطار في الموسم بتوفر الكلأ وكذا مساحات الرعي، ما يحدث استقرارا في أسعار الأعلاف الموجهة لتغذية المواشي، وبالتالي تراجع في أسعار هذه الأخيرة.

بدوره، الفلاح رشيد، لم يخرج عن الاطار، ليؤكد هو الآخر، أن الفلاحين بدون مياه وبدون مصدرها، لايمكنهم الاستمرار في أنشطتهم، ومصير محاصيلهم هو التلف، ليؤكد أن حلم كل فلاح هو محصول وفير، وتساقط مطري يتخلل الوسم الزراعي، يسقي المساحات الزراعة ويغذي معها آمال من يعتني بها.

يذكر أن الجزائر عانت من موجات حر شديدة، حيث سجلت أرقاما قياسية في درجات الحرارة، أثرت بشكل مباشرعلى الزراعة بالبلاد، وكرست من الجفاف الذي سيطر على المشهد خلال السنوات الأخيرة، رافقها اتساع في نطاق الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية والثروة الغابية.