-

التوترات الداخلية في مالي وتأثيرها على الاستقرار

التوترات الداخلية في مالي وتأثيرها على الاستقرار
(اخر تعديل 2025-04-28 15:19:32 )

التوترات الداخلية في مالي وتأثيرها على الاستقرار

تعيش جمهورية مالي في الوقت الراهن حالة من التوتر الداخلي المتصاعد، حيث تشهد البلاد تزايداً ملحوظاً في الخلافات بين أبرز الشخصيات العسكرية التي تتولى السلطة. هذه الخلافات تهدد استقرار البلاد في مرحلة حساسة، حيث أن الوضع الحالي يتطلب تماسكاً أكبر لضمان الأمن والاستقرار.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 61

تصاعد التوترات بين القادة العسكريين

توجهت العلاقة بين رئيس السلطة الانتقالية في باماكو، أسيمي غويتا، ووزير الدفاع ساديو كامارا نحو صدام خطير، مما يثير القلق حول مستقبل البلاد. وقد كشفت التقارير الإعلامية المحلية عن تفكك الوحدة التي ساعدت الانقلابيين على إحكام سيطرتهم، بعد أن مهد غويتا الطريق للجيش للعب دور سياسي أكبر منذ عام 2021.

انقسامات استراتيجية وسياسية

تتحدث مصادر قريبة من السلطة عن أن الانقسامات الحالية ليست مجرد خلافات سياسية، بل تمتد لتشمل استراتيجيات الأمن والتحالفات الدولية، مما يزيد من تعقيد الوضع. في ظل هذه الظروف، يتخوف العديد من المراقبين من أن يؤدي هذا الصراع إلى تفكك المجلس العسكري وزيادة حدة الفوضى، مما يجعل مستقبل الانتقال السياسي في البلاد موضع شك.

مظاهر الأزمة وتأثيرها على الوحدة الوطنية

تجلت ملامح الأزمة بشكل واضح، حيث اختار غويتا أداء صلاة العيد في مسجد قصر كولوبا، متجنباً المسجد الكبير لأسباب أمنية، مما يعكس أهمية الوحدة الوطنية في هذه الأوقات الصعبة. كما تفاقمت الخلافات بسبب تباين مواقف الرجلين حيال التعامل مع القوى الأجنبية مثل فرنسا وروسيا والجزائر، خاصة مع تزايد التدخلات الأجنبية في ملفات الأمن.

تحديات جديدة في ظل تصاعد التوترات

لقد أدت نهاية عملية "برخان" الفرنسية وانتشار قوات "فاغنر" الروسية إلى تعميق الهوة بين غويتا وكامارا، في ظل تدهور أمني خطير. وقد أشار مراقبون إلى أن الانقسام لا يقتصر على السياسة فقط، بل يمتد أيضاً إلى ملفات الأمن، مما يزيد من تعقيد المشهد.

دور كامارا في تعزيز السلطة وأسباب الخلاف

سجل مراقبون أن غويتا وكامارا قد تشاركا في مسار عسكري متشابه، حيث أن كلاهما انخرطا في إدارة الشؤون الأمنية ودعما تثبيت الحكم العسكري. ومع ذلك، ومع تعقيد المرحلة الانتقالية والضغوطات من المجتمع الدولي، بدأت خلافات التموقع والصراع على السلطة في الظهور.

نحو تحالفات جديدة

يعتبر المحللون أن كامارا قد لعب دوراً محورياً في تعزيز سلطة غويتا، إلا أن الطموحات الفردية للسيطرة على السلطة جعلت العلاقة بينهما تتأزم تدريجياً. يبدو أن غويتا يتجه نحو صياغة تحالفات جديدة بمعزل عن كامارا، سعياً لرسم مستقبل مالي وفق أولويات ترتكز على النفوذ الشخصي وإعادة تشكيل التحالفات الدولية.