الربا هو أحد الموضوعات الحساسة التي تناولتها التعاليم الدينية، حيث يُعتبر من المحرمات الكبرى التي نهى الله عنها في القرآن الكريم. تتجلى خطورة الربا في آثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات، ولهذا سنستعرض بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الربا وأحكامه، ونستنبط منها الدروس والعبر التي يمكن أن تفيد المؤمنين.
يقول الله تعالى في سورة البقرة: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ... (البقرة: 275). تشير هذه الآية إلى أن آكل الربا سيجد نفسه في حالة من الاضطراب والقلق، مما يعكس حالة من السخط الروحي والنفسي. وقد أتى هذا التحذير نتيجة لادعائهم أن البيع مثل الربا، بينما أحل الله البيع وحرم الربا.
في آية أخرى، يقول الله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ... (البقرة: 276). توضح هذه الآية أن الربا يؤدي إلى تآكل الأموال وذهاب بركتها، بينما الصدقات تزيد من البركة في المال وتعود بالنفع على المجتمعات.
في سياق آخر، يخاطب الله المؤمنين بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا... (البقرة: 278). هذه الدعوة تعكس أهمية التقوى والابتعاد عن الربا كشرط لتحقيق الإيمان الحقيقي. فمن اتبع هذه الوصية وعاد إلى الله، فإن له ما سلف من أعمال.
تتابع الآيات لتؤكد على عواقب الربا، حيث تقول: وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ... (النساء: 161). هذه الآية توضح أن الذين ينتهكون هذه المحرمات سيواجهون عقوبات شديدة، مما يعكس أهمية الالتزام بتعاليم الله في جميع جوانب الحياة.
تظهر الآيات السابقة بوضوح التحذيرات الإلهية من الربا وأثره المدمر على الأفراد والمجتمعات. إن الالتزام بتعاليم الله وترك الربا يُعتبر من السبل الأساسية لتحقيق النجاح والبركة في الحياة. لذلك، يجب على المؤمنين أن يتحلوا بالتقوى ويسعوا لفهم هذه التعاليم والعمل بها.
قلب أسود الحلقة 2