من المسؤول؟.. التحقيقات تكشف تفاصيل حادثة

بعد أن أثارت القضية جدلا واسعا في الجزائر، تمّ الإفراج أخيرا عن نتائج تحقيقات حادثة الصابلات التي راح ضحّيتها 5 أطفال، ونجاة طفل واحد، ويُتابع فيها 8 متهمين.

وفي تفاصيل صادمة بعد اعتراف المتهمين والمتورّطين في القضية، فإنّ مدير ابتدائية “محمدي محمد” التي كان يدرس فيها الأطفال، المدعو (ب.ب. ز. الدين)، لم يكن على علم بهذه الرحلة ولم يُشرف عليها.

ووفق التحقيقات، حسب ما كشفت “النهار”، فإنّ مدير الابتدائية كان على علم مسبقا بأن مثل هذه الرحلات غير مرخص بها من طرف وزارة التربية والتعليم، ما دفعه إلى رفضها.

واعترض مدير المدرسة، على تنظيم الرحلة وقال بصريح العبارة لأستاذ اللغة العربية المتهم الموقوف (ب.ا) المشرف عن الرحلة، “لست مسؤولا لا من قريب ولا من بعيد، عن أي شيء يخص هذه الرحلة”، غير أنّ الأستاذ أصرّ على تنظيمها.

وشارك معلّم اللغة العربية، في تنظيم هذه الرحلة 3 أساتذة آخرين، حيث تمكّن من جمع مبلغ الرحلة المقدر بـ 1000 دج عن كل تلميذ، ونقل 69 تلميذ متمدرس من 3 أقسام ابتدائية، منهم 3 غير مؤمنين انظموا إلى الرحلة في آخر لحظة بتصريح من أوليائهم، مع إشراف 5 مؤطرين فقط.

وحسب التحقيقات، فإنّ مدير الابتدائية صُدم عند تلقي خبر وفاة التلاميذ عن طريق والي ولاية المدية.

نقائص تأمينية وتنظيمية

وفق ما جاء في نتائج التحقيقات القضائية، فإنّ تقارير أمنية في يوم وقوع الحادث، أظهرت وجود اختلالات من جانب الحماية الأمنية والجسدية للأشخاص خاصة منهم الأطفال.

وحسب التقارير الأمنية، فإنّ السبب في ذلك هو عدم وجود لافتات تمنع الاقتراب من الشاطئ والسياحة فيه خارج فترة موسم الاصطياف، وعدم وجود حواجز لمنع دخول الزوار إلى الشاطئ، خاصة منهم الأطفال.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ التقارير ذاتها، أخطرت بأنّه لم يكن على مستوى شاطئ “العمود الأبيض” سوى 3 أعوان أمن ووقاية فقط، وهو شاطئ “اصطناعي” شاسع المساحة عرف ازدحاما يومها.

وكلّ هذه النقائص والاختلالات، دفعت إلى التحقيق مع المدير العام لشاطئ “الصابلات” و3 من أعوان الأمن والوقاية، حيث تم إيداع واحد منهم الحبس المؤقت، فيما استفاد البقية من إجراءات الرقابة القضائية.