تجمع الشباب في الأحياء للسهر .. ترفيه مزعج

تجمع الشباب في الأحياء للسهر .. ترفيه مزعج
(اخر تعديل 2024-03-18 13:56:03 )

يشتكي كثير من المواطنين من الإزعاج الذي يسببه تجمع الشباب في الأحياء خلال السهرات الرمضانية.

ورغم أن الهدف من هذه التجمعات هو الراحة والترفيه والالتقاء بالأصدقاء، إلا أن تصرفات البعض صارت تؤذي العائلات وهي في بيوتها.

هل الحل في تدخل الهيئات الأمنية ؟

منذ بداية الشهر الفضيل، يعاني عديد من السكان في مختلف الأحياء سواء كانت شعبية أو حتى في بعض الأحياء التي يعرف أنها راقية، من ظاهرة تجمع الشباب للسهر تحت منازلهم أو عماراتهم.

ودون أي احترام للقاطنين بالبيوت، تسمع القهقهات والأحاديث وحتى بعض الكلام البذيء من غرف المنازل والنوافذ مغلوقة.

وغاب الحياء عند بعض الشباب، الذي صار يلقي بنظراته إلى أفراد الأسرة ولو كانت من بينهم نساء وهم خارجون من منزلهم أو داخلون إليه، في سلوك بعيد عن الحشمة التي كنا نعرفها في مجتمعنا الجزائري.

ويتساءل الكبار في العائلات الجزائرية، هل من حق الشباب حرية التصرف بهذه الطريقة في أحيائهم بالرغم من أنها مسيئة للغير من الجيران والمارين.

كما أن عديد المواطنين اشتكوا من عدم تدخل عناصر الأمن عند الاتصال بهم هاتفيا خلال فترة متأخرة من الليل لإعلامهم بما يسببه هؤلاء الشباب من إزعاج، إلا في حالات نادرة.

الشباب فقد قيمه الاجتماعية

ويرى الاستشاري بالمرصد الوطني للمجتمع المدني الدكتور علي زين العابدين، في تصريح لمنصة ” أوراس” أن هذه السلوكات التي تظهر خلال الشهر الفضيل وكذلك خلال أيام السنة، ترتبط بالتنشئة الاجتماعية للفرد.

وحسب ذات المتحدث من المفترض أن تلعب التربية دورا كبيرا في توجيه النط السلوكي للشباب بحكم أنه ينتمي إلى مجتمع عربي مسلم، لكن في ظل التكنولوجيا أو الانبهار بالثقافة الغربية يمكن للشباب أن يكتسب سلوكات مختلفة عن قيمنا الاجتماعية، على أساس أنها للترفيه والتعبير عن الذات بالرغم من أنها مؤذية للآخر.

ويمثل التجمع أمام مدخل العمارات والبيوت وفي الأماكن العامة في الأحياء، انتهاكا للحرمات في بعض الأحيان، فهو يعرقل حرية حركة المرأة حتى خلال النهار عندها خروجها لاقتناء المشتريات، يضيف الدكتور.

ودعا الاستشاري علي زين العابدين إلى إعادة إحياء السلوكات الحميدة كاحترام المرأة والجار وسكان الحي، وإعادة الاعتبار لقيم المجتمع الجزائري.

تفعيل شعور الانتماء ينمي المسؤولية

وشدد الاستشاري بالمرصد الوطني على أهمية تفعيل “المواطنة الفاعلة” التي ترتكز على شعور الفرد بانتمائه إلى مجتمع متكامل يشارك فيه الجميع في بنائه، وهذا بتحمل المسؤولية المجتمعية التي تدخل فيها الأسرة والجمعيات والإمام وأساتذة التربية ودكاترة الجامعات.

كما طلب من الشباب التقرب من الأسرة خاصة الجد والجدة وأفراد العائلة الممتدة الذي ما يزالون متمسكين بالقيم الجزائرية العربية والإسلامية الراقية.

وذكر الدكتور علي زين العابدين أن مؤسسة المرصد الوطني ترافق هيئات ومنظمات المجتمع المدني والأعيان الذين يسعون إلى ترقية المواطنة، إلى جانب إبرام اتفاقيات مع شبكات المجتمع المدني في عدة مجالات متصلة بالشباب.

وفي هذا السياق، أضاف الاستشاري إلى أن الشباب يمكنه ملأ فراغه بما يفيده من خلال استغلال وقته في التكوين والتحضير للمشاريع والولوج إلى فضاءات رقمية مفيدة أو التطوع الميداني الذي فيه كثير من المتعة واكتساب للمهارات.

شعور الشاب بالانتماء يجعله مسؤولا عن حماية حيه من أي سلوكات سلبية تخلق الإزعاج للسكان سواء كان مصدرها أشخاص من أحياء أخرى أو تصرفات يقوم بها القاطنون بنفس الحي، غير أن “الفردانية” التي يغرق فيها المجتمع أثرت في التعاملات الاجتماعية وأصبح الكل لا يفكر إلا بما يناسبه ولا يهمه ما سينجر عنه من ضرر على الغير.

وتلعب الأسرة والهيئات المجتمعية وكذلك الهيئات الأمنية الردعية دورا أساسيا من أجل القضاء على الظواهر السلبية في الأحياء والحفاظ على راحة المواطن.