-

تحولات العالم وتأثير إفريقيا في السلم والأمن

تحولات العالم وتأثير إفريقيا في السلم والأمن
(اخر تعديل 2024-12-01 12:57:31 )

في خضم التحولات العميقة والتوترات المتزايدة التي يشهدها العالم اليوم، أشار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى أن الوضع الراهن يدفع المنظومة الدولية نحو مفترق طرق حاسم، مما يتطلب وقفة تأمل من الجميع.

الوضع الدولي وتأثيره على إفريقيا

خلال كلمته الافتتاحية في الدورة الحادية عشرة من ندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، أكد تبون أن “التداعيات الوخيمة لسياسة الاستقطاب بين القوى الكبرى” باتت تلقي بظلالها الثقيلة على استقرار العالم وأمنه. هذه السياسة، وفقاً له، قد تجاوزت الشرعية الدولية والقيم التي يقوم عليها النظام الدولي.

التحديات التي تواجه القارة الإفريقية

سلط الرئيس الضوء على الانتقائية في تحديد الأولويات الأممية وكيف أن التلاعب بالمبادئ التي يفترض أن توحد البشرية يعزز من تهميش القارة الإفريقية. وأشار إلى قضية فلسطين الجريحة كمثال حي على هذا التهميش، مما يعكس الفجوة العميقة بين المبادئ المعلنة والتطبيق الفعلي.
ست شباب الحلقة 13

مستقبل المنظومة الدولية

لم يكن تبون يركز فقط على تهديد دولة بعينها، بل رأى أن هذه السياسات تهدد مستقبل المنظومة الدولية ككل، مما يستدعي تحركاً عاجلاً وفعالاً.

الجزائر ودورها في تعزيز تأثير إفريقيا

وفي سياق تعزيز دور إفريقيا في الساحة الدولية، أوضح الرئيس أن الجزائر، بصفتها عضواً غير دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قامت بتكريس السنة الأولى من عهدتها بالتنسيق مع موزمبيق وسيراليون لتمثيل القارة في هذه الهيئة الدولية.

جهود الجزائر لاستمرار التأثير الإفريقي

أضاف تبون أن الجزائر ستواصل جهودها خلال السنة الثانية من ولايتها، بالتعاون مع أشقائها من سيراليون والصومال، لتعزيز التأثير الإفريقي على صنع القرارات.

الموضوعات الهامة للنقاش

كما أشاد تبون بالمواضيع التي ستتم مناقشتها في الاجتماع، موضحاً أنها تعكس مدى وعي المنظمة الإفريقية بالتحديات الراهنة، مثل التهديدات الإرهابية وضرورة تمويل عمليات دعم السلام، بالإضافة إلى آفاق ميثاق المستقبل لمنظمة الأمم المتحدة، مما يفتح أمام إفريقيا فرصاً لتحقيق تمثيل عادل في مجلس الأمن.

رسالة الوحدة والتزام الجزائر

من خلال استضافة هذا الاجتماع، أعادت الجزائر التأكيد على التزامها الثابت بدعم كل جهد يتماشى مع مصالح إفريقيا الموحدة، مشددة على أنها ستكون جسراً يجمع ولا يفرق، وصوتاً يعلي قضايا القارة.

وأوضح تبون أن الاجتماع يحمل رمزية الالتزام ودلالة الوحدة، ويبعث برسالة واضحة للعالم: “إفريقيا عازمة، إفريقيا موحدة، إفريقيا قادرة على إسماع صوت واحد، قوي ومدوٍ في الساحة الدولية”.

وفي ختام كلمته، أعرب عن تمنياته بنجاح أشغال هذا الاجتماع، آملاً أن يكون نقطة انطلاق نحو قرارات تبني مستقبلاً أفضل للقارة.

وأكد أن هذا الحدث لا يمثل مجرد اجتماع، بل هو رمز للالتزام والوحدة في وقت تعاني فيه منظمة الأمم المتحدة من شلل شبه تام يعكس التوترات السائدة في العلاقات الدولية.