هل تعيد رئاسيات 7 سبتمبر الجزائريين إلى صناديق

هل تعيد رئاسيات 7 سبتمبر الجزائريين إلى صناديق
(اخر تعديل 2024-08-20 15:00:22 )

هل تريد ملخصا مني؟

على غير العادة انخفضت حدة التخوف من عزوف الناخبين عن التصويت يوم 7 سبتمبر المقبل لاختيار رئيسا للجزائر، الأمر الذي يثير تساؤلات عن أسباب فشل مختلف الاستحقاقات التي عرفتها البلاد في رفع نسبة المشاركة.

ويسيطر على تصريحات وخطابات المترشحين الثلاثة لرئاسيات 2024، والداعمين من الأحزاب والمنظمات والمجتمع المدني، شرح البرامج وعرض السياسات والاستراتيجيات والأفكار التي يتعهد كل متنافس بتطبيقها والارتكاز عليها في حال وصوله إلى قصر المرادية، بعد أن كان التهريج والسخرية والاستهزاء والتنابز وتبادل التهم يحتل المشهد العام عند كل انتخابات عرفتها البلاد، لا سيما خلال الـ20 سنة التي سبقت فبراير 2019.

ولعل اللافت في انتخابات هذه السنة نوعية المرشحين وكذا الأحزاب والجهات التي ينتمون إليها، بالإضافة إلى الإنجازات المحققة على جميع المستويات، وكذا الأوضاع المستقرة في عدة القطاعات، إلى جانب الاستقرار والطمأنينة المسجلة، كلها عوامل ساهمت في هدوء بداية الحملة، ومنحت بعض المؤشرات الإيجابية على إقبال مرتقب للناخبين على صناديق الاقتراع.

“الأفافاس” والتيار الإسلامي

ويبقى نجاح زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون، إلى مدينة تيزي وزو، “البارومتر” الذي يمكن الاعتماد عليه لترقب نسبة مشاركة مرتفعة في موعد 7 سبتمبر، بعد التجاوب الجماهيري الذي تم تسجيله، ثم نجاح المترشح يوسف أوشيش، في المرور بملفه إلى مضمار السباق نحو “المرادية”، وهو الذي ينتمي إلى أحد أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد وأقدمها، وأحد الرافضين لـ”السلطة” على مر السنوات، والمقاطعين لمختلف الاستحقاقات، جبهة القوى الاشتراكية التي تمتلك نفوذا واسعا في منطقة القبائل وغيرها من مناطق الجزائر، الأمر الذي سيدفع إلى مشاركة قوية في الانتخابات بعد سنوات من المقاطعة.

مرشحو رئاسيات 2024 – الجزائر

كما يعتبر الوعاء الانتخابي للتيار الإسلامي الذي دخل أكبر أحزابه ممثلا في حركة مجتمع السلم، الانتخابات الرئاسية، بمرشحه عبد العالي حساني، الذي تدعمه أيضا حركة النهضة، ثم مشاركة حزب حركة البناء الوطني عبر دعم المرشح الحر عبد المجيد تبون، كتلة انتخابية من شأنها جعل منحنى الإقبال على صناديق الاقتراع لموعد 7 سبتمبر، يتصاعد، بعد أن كان هذا التيار مشتت في مختلف الاستحقاقات بين داعم وحر في القرار ومقاطع.

وفي السياق، يقول أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر حبيب بريك الله، في تصريح لـ”أوراس”، إن معظم الجزائريين لن يتوانوا لحظة واحدة في رفع نسبة المشاركة لأن أغلب الوعود التي قطعها على نفسه الرئيس عبدالمجيد تبون، والتي بلغ عددها 54 تعهدا، تم انجاز عدد كبير منها.

مشيرا إلى أن تحقيق الوعود أهم ما يدفع الشعب إلى صناديق الاقتراع، لأنه ينتظر المزيد من الوعود في الحملة الحالية التي من شأنها أن تصلح من شأن الجبهة الاجتماعية وتزيد من فرص العمل وتقضي على البطالة وتحسن من الوضع المعيشي، وأن تكون بلاده ضمن مصاف ومقدمة الدول العظمى اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وسياسيا.

مثل سابقتها

بالمقابل، أبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية مومن عوير، في تصريح لـ”أوراس”، أن نسبة المشاركة الانتخابية لهذه السنة لن تختلف عن النسبة المحققة في انتخابات 2019 لعدة أسباب أهمها تراجع المستوى المعيشي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب غلاء الأسعار في شتى المجالات خاصة الغذائية بشتى أنواعها، و انخفاض قيمة العملة الوطنية.

وأضاف متحدث أوراس أن في الجانب السياسي يلاحظ قلة الخيارات فيما يخص المترشحين للرئاسة.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر 2019 39.8 بالمائة، فيما عرفت الانتخابات التشريعية لـ 2021 نسبة مشاركة بلغت 30.20 في المائة، فيما لم تتجاوز 35.37 بالمائة في 2017.