هل ترسم رئاسيات 7 سبتمبر خارطة سياسية جديدة في

هل ترسم رئاسيات 7 سبتمبر خارطة سياسية جديدة في
(اخر تعديل 2024-09-04 18:14:09 )

يبدو أن الانتخابات الرئاسية المقررة في الجزائر بعد 3 أيام، ستفرز خارطة سياسية جديدة، لا سيما مع انخراط أغلب الأحزاب بالمشاركة في الاستحقاق، ماعدا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة العدالة والتنمية، ولعل أول البوادر “تقلص” المعارضة.

كشفت رئاسيات 2024 قبل ظهور نتائجها عن تغيير مرتقب في المشهد السياسي، سواء ما تعلق بالموالاة والمعارضة أو ما يخص عقد التحالفات والتكتلات، ففي وقت كانت التشكيلات التي توالي السلطة معروفة بقيادة جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، انتقل الوضع هذه الفترة إلى كل الأحزاب ماعدا حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة العدالة والتنمية وحزب العمال، ما يجعل تأسيس تحالف رئاسي قريب إلى التوقع.

بينما تبقى المعارضة التي كانت تشكل “صداع” في رأس السلطة تنحصر دائرتها مع “تحرر” عدة أحزاب واستعادة قرارها السيادي، الأمر الذي وضع هذه الفئة السياسية في حالة تلاشي، ولا تحمل من المعارضة سوى الاسم فقط، وأمام خلو الساحة من باستطاعته من الأحزاب أو الشخصيات، قيادة المعارضة أو إعادة إحيائها.

انقسامات في الأحزاب

وفي السياق، يعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي مصطفى راجعي، في تصريح لـ”أوراس”، أن الانشقاقات داخل الأحزاب السياسية ظاهرة مرضية مست جميع التيارات، لم يسلم منها لا التيار الإسلامي ولا الديمقراطي، كما أن دائرة الموالاة وتوسعها تظهر بمناسبة الاستحقاقات، وفي الواقع الانتخابات في الجزائر هي سياق يعمق التحالفات وظهور الانشقاقات وانحصار بعض التيارات، مضيفا أن الإسلاميين هم في حركة انقسامية وتفتتية منذ ظهور التعددية في 1989، كما هو الحال مع التيار الديمقراطي اليساري بعد انقسام جبهة القوى الاشتراكية وظهور حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية.
أنت محبوبي الحلقة 151

وأضاف راجعي، أن رئاسيات 2024 أبقت على نفس الانقسامات، فالتيارات الإسلامية منقسمة بين من دعم مرشح حزب حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، ومن أيّد المرشح تبون، بينما التيار الديمقراطي انشطر بين مشاركين من خلال دعم مرشح جبهة القوى الاشتراكية أوشيش، ومقاطعين من حزب العمال والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، مشيرا إلى أن أحزاب الموالاة والداعمون لمرشح السلطة في كل مناسبة يتزايد عددهم ويتصاعد التنافس بينهم للتقرب من مصادر القرار.

وختم أن خريطة 7 سبتمبر تعكس الانقسامات الإيديولوجية في الجزائر بين تيار إسلامي محافظ أسسه الإخوان المسلمين وتيار ديمقراطي علماني تأسس منذ الحركة الوطنية وتياراتها اليسارية، وبينهما التيار الوطني القريب من السلطة والذي يمثله حزب جبهة التحرير الوطني.

خارطة سياسية جديدة

من جانبه، أوضح الأستاذ والباحث في العلوم الاجتماعية دحو بن مصطفى، في حديث مقتضب لـ”أوراس”، أن الخارطة السياسية ستتغير حتما بعد الرئاسيات لأسباب موضوعية تتعلق بالتغيرات الاجتماعية والديموغرافية وصعود جيل جديد لم يعايش إرهاصات الثمانينيات ولا أحداث التسعينيات، مبرزا أن الانتخابات الرئاسية قياس جديد لوزن الأحزاب بمختلف تياراتها.

وأضاف بن مصطفى، أنه على أساس نتائج رئاسيات 7 سبتمبر الجاري، ووزن كل حزب في الحملة الانتخابية، سيتقرر مصير التشكيلات السياسية بناء على قانون الأحزاب الجديد الذي سيعرض على البرلمان قريبا، وكذا قانون الانتخابات الذي بواسطته سيعاد تشكيل الخارطة السياسية مع التوجه نحو تشبيب الحياة السياسية.