لماذا يتهرّب الرجل الجزائري من مساعدة زوجته في

لماذا يتهرّب الرجل الجزائري من مساعدة زوجته في
(اخر تعديل 2024-03-26 14:14:03 )

تكثر المهام المنزلية في رمضان وتحتاج ربة البيت إلى مساعدة زوجها الرجل الجزائري لتقدر على إتمام جميع المهام قي الوقت المناسب.

وتظهر الخلافات الأسرية في بعض الأسر بسبب عدم تعاون أفراد العائلة والتهرب من المشاركة في الشؤون المنزلية.

وتجد غالبا الأم نفسها تتحمل جميع المسؤولية لوحدها وتلوم باقي الأفراد على عدم مساعدتها.

فكيف يمكننا استغلال رمضان لتعزيز المشاركة في المسؤولية المنزلية وتنمية التماسك الأسري بين أفراد العائلة ؟

تقدير مجهودات الأم يعزّز تماسك الأسرة

للمرأة دور أساسي في تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى زوجها وأبنائها، بما أنها العنصر المحوري في الأسرة.

وتقول الدكتورة لطيفة العرجوم خليفي، رئيسة جمعية آلاء الوطنية للتنمية الأسرية، في تصريح لأوراس، أن المرأة إذا كانت مستقرة نفسيا واجتماعيا سينعكس من خلالها الدفء العائلي والتماسك الأسري.

وتضيف الخبيرة في التربية والأسرة أن المرأة هي الحاضنة لباقي أفراد الأسرة لما تحمله من رسالة تؤديها وصفاتها التي تتميز بها.

وأكدت الدكتورة أنه لا يمكن للرجل أن يحل مكان المرأة، بحيث كلما أدى الزوج والزوجة دورهما بأكمل وجه يتحقق التكامل الأسري.

وتزداد المجهودات التي تقدمها المرأة خلال المواسم مثل فترة رمضان، عن طواعية وحب بشكل فطري، غير أن هذا الدور لا يتم تقديره دوما من طرف الأسرة.

وأوضحت العرجوم أن الأسرة قد تشيد بمجهودات الأم في رمضان قولا، لكنها نادرا ما تقوم بذلك عن طريق العمل والسلوك والمبادرة للمساعدة.

إن عدم تقديم يد المساعدة عن قصد يعد إجحافا في حق المرأة، أما إذا كان عن غير قصد وهو الغالب فهذا يعود إلى التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة منذ الصغر، تضيف الخبيرة.

الرجال لا ينشؤون على المشاركة الأسرية

ويتّهم الرجل الجزائري بأنه يتهرب من المساعدة المنزلية حتى في الفترات الخاصة والتي تستلزم التعاون كشهر رمضان الفضيل.

وأكثر من ذلك، فيوجد كثير من الرجال يفرضون على زوجاتهم وأمهاتهم تحضير أطباق متنوعة يوميا، وبعضهم ينتقد الأكل عند تذوقه دون تقديم أي كلمة شكر أو تحفيز معنوي.

كما تنظر فئة من الرجال إلى المشاركة في المهام المنزلية، سلوكا ينقص من هيبته ورجولته.

وفي هذا الشأن، تقول رئيسة جمعية آلاء للتنمية الأسرية، إن الأطفال الذكور في المجتمع الجزائري نشؤوا على تصوّرات خاطئة ترتكز على تحميل المرأة كامل المسؤولية المنزلية والأسرية.

وشدّدت العرجوم على المشكل التي تقع فيه الأمهات عند تربية أطفالهن الذكور بإعفائه من أشغال البيت وهو السيّد فيه وهو الآمر الذي ينبغي أن تنفّذ كل طلباته.

كما ذكّرت بسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يساعد في المنزل دون أي عقدة، وهو القدوة السليمة التي يجب الاقتداء بها.

في هذه الحالة، تصبح الأم عدوة نفسها، عندما يتربى الإبن بطريقة تغيّبه عن تحمّل مسؤوليته الأسرية داخل المنزل.

وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في نشر ثقافة التعاون المشاركة المنزلية، وعلى الأم تربية أبنائها على هذه القاعدة كي يصير في المستقبل رجلا وزوجا وأبا يتحمل المسؤولية دون حرج أو شعور بالعار عند مد يد المساعدة.