-

التوترات المائية بين الجزائر والمغرب

التوترات المائية بين الجزائر والمغرب
(اخر تعديل 2025-03-14 22:38:30 )

خلفيات النزاع الحالي

في ظل الأجواء المشحونة بالتوترات السياسية بين الجزائر والمغرب، تبرز قضية مياه وادي كير كأحد أبرز نقاط النزاع. حيث اتهمت الجزائر جارتها المغرب بتقليص حصتها من المياه التي تتدفق عبر هذا الوادي، الذي يمتد من الأراضي الجزائرية إلى المغربية. وقد نقلت العديد من المصادر، بما في ذلك موقع “الحرة”، أن الجزائر أبدت قلقها المتزايد بشأن تقليص كمية المياه التي تصل إليها، وهو ما أدى إلى تصعيد الموقف بين الجانبين.

الجزائر تعبر عن قلقها

وفقًا للمعلومات المتاحة، أكدت الجزائر في أكثر من مناسبة أن هناك تجفيفًا متعمدًا للمياه من بعض المناطق الحدودية. حيث استشهد وزير الري الجزائري، طه دربال، بهذه المسألة في منتدى المياه العالمي الذي أقيم في مايو 2024، حيث وصف الممارسات المغربية بالتدمير المتعمد للمياه عبر الحدود.

وفي أكتوبر 2023، اتهمت الجزائر المغرب بعرقلة تدفق المياه خلال اجتماع دولي في سلوفينيا، مما زاد من حدة التوترات بين البلدين.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 57

سدود وادي كير

لم يقتصر النزاع على مياه وادي كير فحسب، بل امتد أيضًا إلى السدود. حيث اعتبرت الجزائر أن سد قدوسة المغربي هو السبب الرئيس وراء تقليص تدفق المياه إلى سد الجرف الأصفر، وهو واحد من أكبر السدود في البلاد.

أدت هذه الأحداث إلى نتائج كارثية بيئيًا، حيث شهدت بعض المناطق الجزائرية نقصًا حادًا في المياه، مما أثر سلبًا على الحياة البرية وخلق حالة من الغضب الشعبي.

الأزمة الدبلوماسية الممتدة

من الجدير بالذكر أن النزاع حول المياه ليس سوى جزء من أزمة دبلوماسية أوسع بين الجزائر والمغرب. فمنذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط في صيف عام 2021، استمرت هذه الأجواء المتوترة، حيث شهدت العلاقات بين البلدين تصعيدًا في النزاعات، بما في ذلك توترات حول الصحراء الغربية.

في الوقت نفسه، تزايدت الأنشطة العسكرية المغربية بالقرب من الحدود الجزائرية، مما أثار قلق الجزائر. حيث استدعت الجزائر السفير الفرنسي مؤخرًا لبحث التطورات المتعلقة بالمناورات العسكرية المشتركة بين المغرب وفرنسا، والتي اعتبرتها الجزائر استفزازية.

ختامًا

تظل العلاقات الجزائرية المغربية متوترة، ويبدو أن النزاع حول المياه سيتواصل كأحد أبرز القضايا التي قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة. من المهم أن يسعى الطرفان إلى الحوار والتفاهم لتجنب تصعيد النزاعات وتحقيق السلام في المنطقة.