-

حملة تطوعية لتنظيف المقابر في الجزائر

حملة تطوعية لتنظيف المقابر في الجزائر
(اخر تعديل 2025-05-19 02:01:15 )

حملة تطوعية لتنظيف المقابر في الجزائر

تتواصل في العديد من الولايات الجزائرية حملة تطوعية يقودها مجموعة من الشباب المتحمس لتنظيف المقابر، وهي مبادرة نبيلة تهدف إلى المحافظة على قدسية هذه الأماكن. لكن، ما كان يبدو في البداية كمشروع إنساني بحت، تحول إلى موضوع جدل واسع بعد أن اكتشف المتطوعون وجود طلاسم وأغراض غريبة مدفونة بين القبور، مما أثار تساؤلات حول احتمال ارتباطها بأعمال السحر والشعوذة.

جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي

هذا الاكتشاف الغريب أثار ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت النقاشات حول مدى انتشار ظاهرة السحر في المجتمع. انتشرت صور ومقاطع توثق العثور على أوراق مكتوبة بخطوط ورموز غير مفهومة، بالإضافة إلى خصلات شعر وملابس نسائية وصور لأطفال ونساء ورجال، إلى جانب عظام حيوانات وبيض ملفوف بقطع قماش. كل هذه الأدوات غالبًا ما تُعتبر جزءًا من الطقوس السحرية التي يُعتقد أنها تهدف إلى الإيذاء.

انتقادات لنشر الصور والمعلومات

ورغم الإشادة بحماس المتطوعين ونبل نواياهم، إلا أن نشر صور الأشخاص والمضبوطات أثار انتقادات من بعض المتابعين، حيث اعتبروها قد تؤدي إلى خلق رعب نفسي ووصم اجتماعي للأبرياء. وقد أبدى الداعية الجزائري شمس الدين بوروبي المعروف بـ الشيخ شمس الدين الجزائري، رأيه في هذا الشأن خلال تصريح لموقع “أوراس“ قائلاً:
حكاية ليلة مترجم الحلقة 33

دعوة للتعامل بحذر مع السحر

“من الجيد أن يهتم المسلمون بمكافحة السحر، لكن من الضروري أن يتولى هذه المهمة علماء وفقهاء متخصصون يعرفون كيفية التعامل مع هذه الظاهرة بشكل صحيح، ويفرقون بين الحقيقة والوهم.”

وحذر الشيخ من مغبة نشر صور الأشخاص على أنها دليل على السحر، مشيرًا إلى أن “وضع صورة في قبر لا يعني بالضرورة أنها عمل سحري، فقد يفعلها أي شخص سواء بقصد أو دون قصد، مما قد يتسبب بظلم الآخرين.”

وأشار الشيخ شمس الدين إلى أن الخوف المبالغ فيه من السحر قد يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية، مضيفًا: “بعض الأشخاص يُصابون بانهيارات عصبية أو أمراض خطيرة بسبب الهلع، وليس بسبب السحر نفسه.”

التوجيهات النبوية في التعامل مع السحر

كما دعا الشيخ إلى اتباع هدي النبي محمد ﷺ في التعامل مع السحر قائلاً: “النبي عليه الصلاة والسلام عندما علم بالسحر الذي وُضع له، لم يُشهّر بأحد، بل ذهب إلى البئر، أخرج السحر، وقرأ المعوذتين، وانتهى الأمر. هذا هو المنهج الصحيح.”

كما وجه نصيحة مباشرة للشباب المتطوعين، حيث قال: “أتمنى أن لا ينشروا الصور أو الطلاسم، لأن أغلبها ليس سحرًا حقيقيًا، بل مجرد أوهام.”

دعوة لتدخل السلطات

وأضاف الشيخ شمس الدين في حديثه لأوراس: “من يرتكب هذه الأفعال دون معرفة هو في خطر عظيم. وترويع الناس بهذه الأمور يعتبر من الكبائر.”

وطالب الشيخ بضرورة تدخل السلطات العليا لتنظيم هذه المبادرات، محذرًا من النتائج العكسية التي قد تترتب على نشر صور الأشخاص دون إذنهم.

تجدر الإشارة إلى أن القانون الجزائري يجرّم أعمال السحر والشعوذة، وينص على عقوبات تصل إلى عشر سنوات سجناً.

بينما تستمر الدعوات لتكثيف حملات التوعية وضبط المبادرات، يبقى الأمل معقودًا على أن تثمر الجهود دون إثارة الذعر أو المساس بالحريات الشخصية.