زيارة سفير فرنسا للجزائر وتأملات في التاريخ
زيارة تاريخية لسفير فرنسا في الجزائر
في خطوة تعكس أهمية العلاقات بين الجزائر وفرنسا، قام سفير فرنسا في الجزائر، ستيفان روماتي، يوم الثلاثاء الماضي، بزيارة إلى مربع الشهداء في مقبرة العالية. جاءت هذه الزيارة بطلب من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أراد أن يعبر عن احترامه وتقديره لهذه المعلمة التاريخية.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 330
إحياء ذكرى الشهيد العربي بن مهيدي
خلال زيارته، قام ستيفان روماتي بوضع إكليل من الزهور على قبر الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، الذي يُعتبر رمزًا من رموز النضال ضد الاستعمار. هذه اللفتة تُظهر التزام فرنسا بالاعتراف بالتاريخ المعقد الذي يجمع بين البلدين.
الاعتراف والتقدير من الرئيس ماكرون
وفي بيان صادر عن سفارة فرنسا في الجزائر، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن هناك حاجة ماسة لمواصلة العمل من أجل الحقيقة والاعتراف. وقد أشار ماكرون إلى أنه في الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، اعترف بأن الشهيد العربي بن مهيدي اغتيل على يد جنود فرنسيين تحت قيادة الجنرال أوساريس.
استمرار العمل من أجل الحقيقة التاريخية
في تصريحاته، أكد ماكرون أن الاعتراف بالاغتيال يُعد جزءًا من الجهد المستمر لتحقيق التاريخ الحقيقي، وهو العمل الذي بدأه بالتعاون مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. كما أشار إلى أهمية جهود لجنة المؤرخين المشتركة التي تم تشكيلها بين البلدين، والتي صدق رئيس الجمهورية على استنتاجاتها مؤخرًا.
نحو ذاكرة مشتركة
يسعى الرئيس الفرنسي إلى إيجاد سبل للتوفيق بين الذكريات التاريخية لكلا البلدين، مؤكدًا على أهمية التفكير في الأجيال القادمة. ومنذ عام 2017، قام ماكرون بإعادة النظر في تاريخ الاستعمار وحرب الجزائر، بهدف خلق ذاكرة سلمية ومشتركة.
تسليط الضوء على الحقيقة
أوضح ماكرون أن تسليط الضوء على الحقيقة يُعتبر أمرًا ضروريًا، مشددًا على أن عملية الاعتراف يجب أن تستمر. فحتى الآن، كانت الرواية الرسمية في فرنسا تشير إلى انتحار العربي بن مهيدي في زنزانته، ولكن الجنرال أوساريس اعترف في بداية الألفينات بأنه هو من اغتاله، رغم أن الحكومة الفرنسية لم تعترف رسميًا بهذا الاغتيال حتى الآن.
هذه الزيارة التاريخية تبرز أهمية الاعتراف بالتاريخ والتواصل بين الشعوب، وهي خطوة نحو بناء مستقبل أفضل قائم على الفهم والتسامح.