آيات الرزق: أسرار البركة والازدهار
آيات الرزق مكتوبة، مجربة
قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ إِلَّا عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ» (سورة هود: 6). هذه الآية تذكّرنا بأن الله هو الرزاق، وأن كل مخلوق لديه رزقه المكتوب عند الله، فهو الذي يدبر الأمور.
وفي آية أخرى، يقول الله تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا» (سورة الإسراء: 30). هنا، نجد تأكيدًا على قدرة الله تعالى في توزيع الرزق بحسب علمه وحكمته، فهو العليم بخفايا الأمور.
كما جاء في قوله: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ» (سورة الذاريات: 22-23). توضح هذه الآيات أن الرزق متواجد في كل مكان، وأن الله يعد عباده بما ينفعهم.
وفي سورة فاطر، يذكر الله: «مَا يَفْتَحِ اللّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (سورة فاطر: 2). تظهر هذه الآية قوة الله وقدرته المطلقة على منح الرحمة أو حجبها.
كما جاء في سورة الضحى: «وَالضُّحَى*وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى*مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى*وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى*وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» (سورة الضحى). هذه الآيات تبرز أن الله لا يترك عباده، بل يرزقهم في الدنيا والآخرة.
وفي سورة الفاتحة، نستهل بها صلاتنا: «بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ» (سورة الفاتحة). هذه السورة تمثل دعاءً للرزق والهداية.
وتقول الآيات من سورة البقرة: «ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ» (سورة البقرة: 2-3). تشير هذه الآيات إلى أهمية الإنفاق في سبيل الله كجزء من الرزق.
وفي سورة البقرة أيضًا: «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» (سورة البقرة: 255). تذكرنا هذه الآية بأن الله هو الكافي لكل شيء.
وفي ختام هذه الآيات، نجد في سورة نوح: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» (سورة نوح: 10-12). هذه الآية تشجع على الاستغفار كوسيلة لجلب الرزق.
آيات الرزق والبركة في التجارة
تتحدث الآيات عن أهمية الرزق في التجارة والجهود المبذولة في السعي وراء الرزق. ففي قوله تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ» (سورة الشرح: 1-2)، نجد دعوة للاعتماد على الله في كل مسعى.
وفي سورة التوبة: «قُل لَن يُصيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (سورة التوبة: 51). هذه الآية تذكرنا بأن كل شيء مكتوب ومقدر.
و«وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (سورة يونس: 107). تظهر هذه الآية قدرة الله على تغيير الأحوال.
«إِنِّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (سورة هود: 56). هذه الآية تبرز أهمية التوكل على الله في كل الأمور.
وأيضًا: «وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (سورة العنكبوت: 60). تتحدث هذه الآية عن أن الله هو الرزاق لكل مخلوق.
وفي النهاية، نجد أن القران مليء بالآيات التي تؤكد على أن الله هو الرزاق، وأننا يجب أن نعمل ونتوكل عليه في كل أمورنا، فهو العليم بما ينفعنا وما يحقق لنا الرزق والبركة في حياتنا.
المتوحش 2 مدبلج الحلقة 1