فشل الرادار الأمريكي: السنوار يتحدى التكنولوجيا

فشل الرادار الأمريكي: السنوار يتحدى التكنولوجيا
(اخر تعديل 2024-08-26 13:14:07 )

في تحقيق موسع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، تكشفت تفاصيل جديدة حول الجهود الإسرائيلية والأمريكية الحثيثة للقبض على يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس. على الرغم من أن التحقيق يعكس وجهة النظر الغربية، إلا أنه يبرز بشكل غير مباشر صمود المقاومة الفلسطينية وقدرتها على التكيف في ظل ظروف قاسية.

منذ هجمات 7 أكتوبر التي هزت الكيان الإسرائيلي، أصبح يحيى السنوار هدفًا رئيسيًا لقوات الاحتلال. ورغم الموارد الهائلة التي وظفتها إسرائيل والولايات المتحدة، ظل السنوار بعيدًا عن أيديهم، مما يشكل انتصارًا معنويًا للمقاومة الفلسطينية.

رادار أمريكي يخترق الأرض

وفقًا للتحقيق، أنشأت السلطات الإسرائيلية وحدة خاصة داخل جهاز الشاباك للبحث عن السنوار، بينما كُلفت وكالات التجسس الأمريكية باعتراض اتصالاته. كما قدمت الولايات المتحدة رادارًا متطورًا قادرًا على اختراق الأرض لمساعدة إسرائيل في تعقب قادة حماس.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود المكثفة باءت بالفشل حتى الآن. فقد تخلى السنوار عن وسائل الاتصال الإلكترونية منذ فترة طويلة، واعتمد على شبكة من المراسلين للتواصل مع قيادة الحركة، وهو أسلوب أثبت فعاليته في مواجهة التكنولوجيا المتقدمة للاحتلال.

في أواخر يناير، اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أنهم اقتربوا من هدفهم. فقد داهمت القوات الخاصة الإسرائيلية مجمعًا من الأنفاق جنوب قطاع غزة، معتقدين أن السنوار يختبئ هناك. لكن تبين أنه غادر المكان قبل أيام قليلة، في إشارة إلى قدرة قيادة المقاومة على التحرك السريع والمناورة.

قائد بارز

يعتبر السنوار الشخصية الأهم في حركة حماس، وقد أصبح رسميًا القائد السياسي الأعلى للحركة في أوائل أوت الجاري، بعد استشهاد إسماعيل هنية. ورغم الضغوط الهائلة، لا يزال السنوار قادرًا على توجيه استراتيجية الحركة العامة، وإن كان بصعوبة أكبر في التواصل مع القادة العسكريين وإدارة العمليات اليومية.

يشير التحقيق إلى أن السنوار كان يتنقل بين شبكات الأنفاق تحت مدن غزة، متجنبًا الاتصالات الإلكترونية ومعتمدًا على أساليب بدائية للتواصل. هذا النهج أثبت فعاليته في مواجهة التقنيات المتطورة التي تستخدمها إسرائيل والولايات المتحدة.

ويبدو أن السنوار يتمتع بدعم قوي من قيادات حماس الأخرى. فخلال المفاوضات في الدوحة، أصر ممثلو حماس على ضرورة الحصول على موافقة السنوار قبل اتخاذ أي قرارات مهمة، مما يؤكد مكانته المحورية في الحركة.

رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس، إلا أن فشل إسرائيل في القضاء على قيادتها العليا يعتبر إنجازًا كبيرًا للمقاومة. فقد استطاع السنوار وقادة آخرون البقاء على قيد الحياة رغم الحملة العسكرية الشرسة التي شنتها إسرائيل على غزة.

يشير التحقيق إلى أن قتل أو أسر السنوار قد يكون له تأثير كبير على مسار الحرب. فقد يمنح ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لادعاء تحقيق نصر عسكري كبير، مما قد يجعله أكثر استعدادًا لإنهاء العمليات العسكرية في غزة. ومع ذلك، فإن استمرار السنوار حرًا طليقًا يحرم إسرائيل من هذه الفرصة ويعزز صمود المقاومة.

يشير التقرير إلى قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والتكيف في ظل ظروف بالغة الصعوبة. فرغم الإمكانات الهائلة التي سخرتها إسرائيل والولايات المتحدة، لا تزال قيادة حماس، وعلى رأسها يحيى السنوار، قادرة على المناورة والاستمرار في قيادة المقاومة. هذا الصمود يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال ويؤكد على عجزه عن تحقيق أهدافها المعلنة في القضاء على المقاومة الفلسطينية.