قاعدة أم العسل الجوية: تحولات واستراتيجيات

في تقرير نُشر على موقع BulgarianMilitary بتاريخ 10 أفريل، تم الكشف عن إنشاء الجزائر لقاعدة جوية جديدة تقع في منطقة أم العسل، بالقرب من مدينة تندوف، حيث تبعد هذه القاعدة حوالي 72 كيلومترًا فقط عن الحدود المغربية. هذه الخطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في الموازين العسكرية في المنطقة.

القاعدة الجوية: البنية والتجهيزات

تشير التقارير إلى أن القاعدة الجوية الجديدة تحتوي على مقاتلتين روسيتين من طراز MiG-29M2، بالإضافة إلى بنية تحتية عسكرية متطورة تشمل مدرجات موسعة، وملاجئ محصنة للطائرات، ومستودعات ذخيرة، ومحطات رادار موجهة نحو الأراضي المغربية.

الملامح العسكرية للقاعدة

وفقًا لموقع BulgarianMilitary، تُدار هذه القاعدة من قبل الناحية العسكرية الثالثة التابعة للجيش الجزائري، مما يعزز من جاهزية القوات الجوية الجزائرية على خط التماس مع المغرب. تعتبر طائرات MiG-29M2 نسخة مطورة من المقاتلات الروسية الشهيرة Fulcrum، ولها قدرات قتالية متقدمة، حيث يمكنها الوصول إلى سرعة ماخ 2.25 (حوالي 2400 كم/س) ومدى قتالي يصل إلى 1000 كلم.

توسعة القاعدة المستقبلية

تشير الصور الفضائية التي حصل عليها "المرصد الأطلسي لتحليل التسلح والدفاع" (AODA) إلى نية الجزائر في توسيع القاعدة لاستيعاب طائرات أثقل مثل Su-30 أو حتى Su-35، وهو ما يعكس طموحات دفاعية بعيدة المدى.

التداعيات الإقليمية

رغم أن هذه القاعدة قد تبدو محدودة في الحجم حاليًا، إلا أن قربها من الحدود المغربية يجعلها مركزًا متقدمًا للردع الجوي والمراقبة. هذا القرب يقلص زمن الاستجابة لأي طارئ، مما يربك الحسابات الدفاعية المغربية، خاصة أن طائرات MiG-29M2 مزودة بصواريخ متقدمة من طراز R-27 وR-77.

التوازن العسكري مع المغرب

في الجهة الأخرى، يذكر تقرير BulgarianMilitary أن المغرب يمتلك أسطولًا من مقاتلات F-16 الأمريكية المحدثة، ويعمل على تحديث دفاعاته الجوية بالتعاون مع الولايات المتحدة، مع ورود تقارير عن اختبار منظومات باتريوت على أراضيه.

الخلفيات والدلالات التاريخية

تاريخيًا، كانت الجزائر من أكبر مستوردي السلاح الروسي في إفريقيا، وقد وقعت صفقة لشراء 14 طائرة MiG-29M2 خلال معرض MAKS 2019 في موسكو. تشير خطوة نشر هذه الطائرات في "أم العسل" إلى تحول استراتيجي نحو التموضع الأمامي على الحدود، بدل الاعتماد على القواعد الساحلية التقليدية.

نمط عالمي جديد

كما يوضح التقرير أن هذه القاعدة تأتي ضمن نمط عالمي قائم على إنشاء قواعد متقدمة قرب مناطق النزاع، شبيه بما يحدث بين الهند وباكستان، أو على حدود الكوريتين. وفي ختام تقريره، يشير الموقع إلى أن قاعدة "أم العسل" لا تمثل تهديدًا حاسمًا في الوقت الراهن، لكنها تعكس بوضوح نوايا الجزائر في تعزيز وجودها العسكري غرب البلاد وتحسين قدرتها على مراقبة التحركات المغربية بشكل دائم.