دولتان عربيتان قد تعرقلانه.. ما أبرز التحديات
أعلن الأمين العام للأمم المتحّدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين وزير الخارجية السابق، رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى السودان.
وتُعتبر هذه المرة الثانية التي يُعين فيها لعمامرة مبعوثا أمميا، إذ شغل ما بين عامي 2003 و2007 منصب مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا.
وكان لعمامرة، أحد مهندسي سنّ اتفاق السلام بمالي سنة 2015، ما يجعله اسما دبلوماسيا هاما في مجال الوساطات.
بيرتس.. أول درس للعمامرة
عُيّن رمطان لعمامرة، خلفا لفولكر بيرتس، الذي عبّر قادة الجيش السوداني عن رفضهم الشديد له.
واتهمت السلطات السودانية، المبعوث الأممي السابق، بالانحياز وتجاهل تنفيذ التفويض الممنوح للبعثة والتركيز على القضايا السياسية وإهمال ملفات دعم السلام والتحضير للانتخابات.
من جهتها اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، السودان بالضغط وممارسة الابتزاز لإنهاء مهمة بيرتس.
وتُعتبر تجربة بيرتس، درسا هاما للدبلوماسي الجزائري الذي يُنتظر منه أن يكون حياديا في مهمته.
قادة الصراع رقم صعب
تُعتبر الأزمة في السودان من أكثر الأزمات الراهنة تعقيدا.
في هذا الصدد، يقول الباحث في الشأن الاستراتيجي، نبيل كحلوش، إن صعوبة الوضع في الدولة الإفريقية ذاتها ليس راجعا إلى التنوع العرقي أو الإثني فقط، بل هو راجع إلى تورط قادة الصراع السوداني في جرائم كبيرة.
وأبرز نبيل كحلوش، في حديثه لمنصة “أوراس”، أن كل طرف يرى بأنه سيُحاسب أمام الجنائة الدولية في حال توقفت الحرب.
وأضاف محدّثنا: “ومازاد الأزمة تعقيدا الجانب الاقتصادي، إذ توجد مناجم ذهب وعقود بين قيادات الصراع وبين شركات كبرى”.
من جهة أخرى، استبعد كحلوش أن يُعرقل قادة الصراع عمل رمطان لعمامرة كونه جزائري وإفريقي، ما يجعل الحلّ بأيادٍ إفريقية محلية وهو ما لن يعارضه السودانيون”.
دول عربية قد تُعرقل
تحدّثت تقارير دولية استخباراتية عن تورّط دول عربية في الصراع في السودان بشكل خفي عن طريق دعم طرف على حساب طرف آخر.
في هذا الصدد، أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي، أن دولا عربية على غرار السعودية والإمارات، باعتبارهما “استنجدتا بقوات الدعم السريع لكي تدعم النزاع في اليمن في وقت سابق”.
وعن إمكانية عرقلة هذه الدول لعمل لعمامرة، يرى محدّثنا أن هذا الاحتمال وارد في السياسة.
وأضاف: “يمكن أن يجد لعمامرة بعض العرقلة لوجود قضايا أكبر من السودان كالقضية الفلسطينية مثلا وجدت عراقيل من هذه الدول بحدّ ذاتها، فما بالك بأزمة السودان التي تدخل فيها مصالح اقتصادية”.
أولويات لعمامرة
يصل وزير الخارجية السابق إلى السودان، في ظل تراكم ملفات عدّة، ليتوجّب عليه في البداية ترتيب الأولويات وطرح خارطة طريق.
ويرى نبيل كحلوش، أن الأولوية الإنسانية تطرح نفسها بشدّة في ظل نزوح العديد من السودانيين نحو دول الجوار على رأسها التشاد وإثيوبيا ومصر.
وتتمثل الأولوية الثانية في وقف إطلاق النار، عن طريق اتفاق مكتوب بين أطراف الصراع ثمّ الذهاب إلى تسوية سياسية تنتهي بتنظيم انتخابات، يضيف كحلوش.