يُعتبر السفر في الإسلام فرصة عظيمة للتعلم والتواصل مع الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال خلق الله. الإسلام يضع أهمية كبيرة على السفر، حيث يشجع المسلمين على القيام بالرحلات لأغراض متعددة، تتراوح بين أداء فريضة الحج والعمرة، وطلب العلم، إلى التجارة والدعوة، وأيضًا الترفيه. إن السفر يعزز من الإيمان والتسامح، ويُعد وسيلة لزيادة الحكمة والشكر لله على نعمه.
أحاديث تتعلق بالسفر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ونَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِهِ.”
وعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْلِ.”
كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سافرَ فركبَ راحلتهُ قال بإصبعهِ ومدَّ شعبةَ إصبعهُ قال: اللهم أنتَ الصاحبُ في السفرِ، والخليفةُ في الأهلِ، اللهم اصحبنَا بنُصحكَ واقلبْنا بذمّة، اللهم ازْوِ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفرَ، اللهم إني أعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السفرِ وَكآبةِ المُنقلبِ.”
وعندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعود من السفر، كان يكبّر ثلاث مرات، ثم يدعو بالدعاء السابق، مع إضافة: “آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.”
أحكام شرعية متعلقة بالسفر
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَرَأَى زِحَامًا ورَجُلًا قدْ ظُلِّلَ عليه، فَقالَ: ما هذا؟ فَقالوا: صَائِمٌ، فَقالَ: ليسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ.”
حجرة ورقة مقص مدبلج الحلقة 61
وعن حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- قال: “يا رَسولَ اللهِ، أَجِدُ بي قُوَّةً علَى الصِّيَامِ في السَّفَرِ، فَهلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: هي رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ، فمَن أَخَذَ بهَا، فَحَسَنٌ وَمَن أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فلا جُنَاحَ عليه.”
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أخَّرَ الظُّهْرَ إلى وقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بيْنَهُمَا، وإذَا زَاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.”
وأيضًا، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ.”