-

انسحاب القوات الفرنسية من تشاد وتأثيراته

انسحاب القوات الفرنسية من تشاد وتأثيراته
(اخر تعديل 2025-01-31 11:57:23 )

في خطوة تاريخية، أعلنت رئاسة أركان الجيش التشادي يوم الخميس الماضي عن إتمام فرنسا عملية سحب قواتها من الأراضي التشادية، وذلك بعد إنهاء اتفاق التعاون العسكري الذي دام لسنوات طويلة. هذه الخطوة تعكس تغيرًا كبيرًا في المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

تصريحات الرئيس التشادي

في تصريحٍ مباشر، قال الرئيس محمد إدريس ديبي إن الاتفاقات العسكرية مع فرنسا أصبحت "عفا عليها الزمن"، مشيرًا إلى أن الظروف السياسية والجيواستراتيجية الحالية تفرض على تشاد إعادة تقييم علاقاتها العسكرية. واعتبر ديبي أن هذا اليوم يمثل "نهاية فعلية للوجود العسكري الفرنسي في تشاد، لأول مرة منذ 125 عامًا".

وأضاف الرئيس خلال مراسم انسحاب القوات الفرنسية: "لم يتم التراجع عن هذا الاتفاق في جوهره، بل هو تطبيق واقعي للتغيرات التي شهدتها الساحة".

الجيش الفرنسي يؤكد الانسحاب

في سياق متصل، أعلن الجيش الفرنسي عبر منصاته الإعلامية أنه قد أكمل تسليم قاعدة كوسي الجوية في العاصمة نجامينا، مما يُعتبر تأكيدًا رسميًا على نهاية وجوده الدائم في تشاد. وقد جاءت هذه الخطوة كجزء من إعادة هيكلة القوات الفرنسية في القارة الأفريقية.

تعليق الجيش الفرنسي

نشر الجيش الفرنسي بيانًا جاء فيه: "لقد تم تسليم قاعدة كوسي، مما يمثل نهاية وجودنا العسكري الدائم في تشاد. هذه خطوة جديدة في إعادة تشكيل القوات في أفريقيا."

ماكرون واتهاماته للقادة الأفارقة

وفي تعليقات مثيرة للجدل، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القادة الأفارقة، قائلًا إنهم نسوا "أن يقولوا شكرًا" على التدخل الفرنسي في الساحل الأفريقي، مضيفًا أن "لا أحد منهم قادر على إدارة دولة ذات سيادة دون تدخل فرنسي".
أمنية وإن تحققت الحلقة 509

ردود فعل غاضبة في إفريقيا

أثارت تصريحات ماكرون ردود فعل غاضبة في أفريقيا، حيث جاء رد رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو قويًا، حيث أكد أن "فرنسا لولا مساهمة الجنود الأفارقة في الحرب العالمية الثانية، لكانت اليوم ألمانية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية التشادي أن بلاده لا تعادي فرنسا، لكنها ترفض أي سياسات هيمنة وعدم احترام للشعوب الأفريقية.

تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا

تشاد تُضاف إلى قائمة الدول الإفريقية التي أنهت وجود الجيش الفرنسي، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وساحل العاج والسنغال، ما يعكس تراجع النفوذ الفرنسي في القارة. وقد شهدت هذه الدول انقلابات عسكرية أدت إلى تشكيل مجالس عسكرية ترفض التواجد العسكري الفرنسي في المنطقة.