-

زيارة وفد فرنسي إلى الجزائر وأبعادها السياسية

زيارة وفد فرنسي إلى الجزائر وأبعادها السياسية
(اخر تعديل 2025-05-16 17:19:21 )

مقدمة

في حادثة بارزة شهدتها الساحة السياسية، أثارت زيارة وفد برلماني فرنسي إلى الجزائر بهدف إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945 نقاشًا مثيرًا داخل أروقة الجمعية الوطنية الفرنسية. هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث عابر بل كانت نقطة انطلاق لمناقشات عميقة حول العلاقات الفرنسية الجزائرية وما تحمله من أبعاد تاريخية وسياسية.

جلسة مغلقة لمناقشة الزيارة

ترأس الجلسة الخاصة لمناقشة هذه الزيارة النائب برونو فوكس، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية. وقد تمت الجلسة بعيدًا عن الأضواء ووسائل الإعلام، حيث لم تُسجل أي محاضر أو تفاصيل دقيقة نظرًا لطابعها السري. ورغم ذلك، تم تسريب ملخص يشير إلى مداخلة للنائبة صبرينة صبايحي التي تناولت فيها أهمية مشاركة الوفد في هذه المناسبة التاريخية.

مشاركة سياسية متنوعة

لم تقتصر المشاركات على النائبة صبايحي فقط، بل انضم إلى النقاش نواب من تيارات سياسية مختلفة، بما في ذلك ممثلون عن الحزب الاشتراكي، الجمهوريين الديمقراطيين، وحزب “فرنسا الأبية”. هذا التنوع يعكس عمق النقاش حول ذاكرة الشعب الجزائري وتاريخ العلاقات بين البلدين.

تفاصيل الوفد الزائر

ضم الوفد الفرنسي نحو 30 شخصية سياسية ودبلوماسية، يمثلون مختلف تيارات اليسار والوسط. وقد شارك هؤلاء في مراسم نظمتها وزارة المجاهدين، حيث كانت تلك لحظة رمزية تعبر عن تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع ذاكرة الشعب الجزائري ومعاناته.

رسالة الترحيب

وفي لفتة تعبر عن حسن النوايا، رحب ربيقة بأعضاء الوفد قائلاً: “نرحب بضيوف الجزائر من المنتخبين وأعضاء البرلمان الفرنسي من الغرفتين، سواء من الفرنسيين أو من أصول جزائرية، الذين يشاركون الشعب الجزائري في إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945”.

أبعاد سياسية للزيارة

تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تستمر الأزمة السياسية بين الجزائر وفرنسا. مما أضفى على الزيارة بُعدًا سياسيًا إضافيًا، حيث يعكس هذا التوتر المستمر الحاجة إلى مزيد من الحوار والتفاهم.

تعليق رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية

في تعليقه على الزيارة، قال لوران لاردي، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية في البرلمان الفرنسي: “نشارك في هذا النقاش الوطني الحساس داخل فرنسا لنؤكد تضامننا مع الشعب الجزائري عبر إحياء هذه الذاكرة، في محاولة لتهدئة التوترات القائمة بين البلدين”.

خاتمة

إن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى الجزائر تعكس أهمية الحوار والتفاهم بين الشعوب، وتسلط الضوء على ضرورة الاعتراف بالماضي لبناء مستقبل أفضل بين الجزائر وفرنسا. في خضم التوترات، تظل الذكريات المشتركة هي جسر يربط بين الثقافات والتاريخ.


المدينة البعيدة مترجم الحلقة 26