تضحيات الشعب الفلسطيني في معركة الأقصى
في يومٍ حاسم من أيام النضال، أكد الناطق العسكري باسم كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، أن الشعب الفلسطيني قدّم تضحيات لا تُحصى خلال 471 يومًا من معركة "طوفان الأقصى". وصف أبو عبيدة هذه المعركة بالتاريخية، مؤكدًا أنها تمثل المسمار الأخير في نعش الاحتلال.
جاءت هذه التصريحات في كلمة مصوّرة تم نقلها عبر المركز الفلسطيني للإعلام، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 17
تحولات في مسار الصراع
شدد أبو عبيدة على أن الدماء الغالية التي سقطت لن تذهب سدى. وأشار إلى أن معركة "طوفان الأقصى" بدأت من غزة، ولكنها أحدثت تغييرًا جذريًا في وجه المنطقة وفرضت معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال. كما أضاف أن هذه المعركة قد فتحت جبهات قتال جديدة، مما أجبر الاحتلال على البحث عن دعم دولي لمساندته، مؤكدًا أن الاحتلال هو "كذبة كبرى"، وأن آثار هذه المعركة ستكون بعيدة المدى.
وحدة المقاومة
أشار أبو عبيدة أيضًا إلى أن كافة فصائل المقاومة قد قاتلت جنبًا إلى جنب، رغم الظروف الصعبة، ووجهت ضربات مؤلمة للعدو. كما ندّد بالممارسات الوحشية التي ارتكبها الاحتلال أثناء الحرب، مبرزًا أخلاقيات القتال التي اعتمدتها المقاومة.
وأشاد بالتضحيات الهائلة التي قدمتها قيادات المقاومة، مثل إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار، الذين كانوا في مقدمة الصفوف وقدموا قوافل من الشهداء.
مسؤولية متعاظمة
أكد أبو عبيدة أن محاولات دمج الاحتلال في المنطقة ستواجه ب"طوفان الوعي ومقاومة الشعوب الحرة"، داعيًا الجميع لتوجيه جهودهم نحو تحجيم هذا "العدو المجرم". كما خص بالتحية أهالي الضفة الغربية، معربًا عن فخره بصمود مدينة جنين وشجاعتها.
فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، أعلن أبو عبيدة التزام فصائل المقاومة الكامل بالاتفاق، محذرًا من أن استمرارية هذا الاتفاق مرهونة بالتزام الاحتلال ببنوده. كما قدم شكره لكل من دعم المقاومة، وخاصة "أنصار الله" و"حزب الله"، على دعمهم وتضحياتهم.
تفاصيل الاتفاق
كان قد تم الإعلان عن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ صباح اليوم، بجهود وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة. ينص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة، وفتح معبر رفح، وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية.
يمتد الاتفاق عبر ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يومًا، في محاولة لإنهاء التصعيد وبدء مرحلة جديدة من التهدئة.