-

ممثل الجزائر في اجتماع “Iccat” يوضح لـ “أوراس”

ممثل الجزائر في اجتماع “Iccat” يوضح لـ “أوراس”
(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

شاركت الجزائر في اجتماع الجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة الحمراء في المحيط الأطلسي، (ICCAT)”إيكات”، بالعاصمة الإسبانية مدريد، حيث تم خلاله مناقشة مخططات صيد وتسمين التونة الحمراء وكذا إجراءات التفتيش وتسيير قدرات الصيد في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط لموسم 2024.

وفي ذات الاجتماع، صادقت اللجنة الفرعية الثانية للجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي على مخطط الصيد الجزائري لسنة 2024، المتضمن تعويض حصتها من صيد سمك التونة الحمراء عن السنة الماضية.

تفاصيل مشاركة الجزائر في اجتماع “icaat”

في تصريح خاص لـ “أوراس” من ممثل الجزائر في اجتماع اللجنة الفرعية رقم 2 للمنظمة الدولية لحفظ التونة في المحيط الأطلسي iccat ، اعمر أوشلي، الذي يشغل منصب مدير فرعي للصيد الكبير والصيد المتخصص بوزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، حول تفاصيل الاجتماع، أوضح أوشلي، أنه مثل الجزائر، في الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، في اجتماع “ايكات، وهي اللجنة الدولية المسؤولة عن حفظ “التونة” في المحيط الأطلسي، وضبط الحصص وتسويق وحماية هذا النوع من الأسماك.

وأضاف أوشلي، أن الاجتماع ينظم كل سنة في بداية شهر مارس، ويتم فيه دراسة ومصادقة مخططات الصيد للبلدان الأعضاء، حيث يتم قبل الاجتماع عرض مخططات الصيد والتفتيش والتسمين لكل البلدان حسب النموذج المتفق عليه، والجزائر على غزار كافة البلدان عرضت مخطط الصيد الخاص بها، وكذا التفتيش والتسمين للسنة الجارية، وأجابت على مختلف الانشغالات والأسئلة من قبل المنظمة بخصوص المخطط.

وحسب ذات المتحدث، فقد تضمن مخطط الجزائر مطالبتها برفع عدد سفنها المخصصة لصيد هذا النوع من الأسماك الكبيرة، وبالتالي زيادة قدرات الصيد، بـ 5 سفن إضافية، وبعد مناقشة العرض، تمت الموافقة على رفع عدد سفن الجزائر لصيد سمك التونة الحمراء، وبالتالي رفع عدد السفن الإجمالي للأسطول المخصص للعملية.

كما أشار أوشلي، إلى أن الاجتماع عرف أيضا مطالبة الجزائر بتعويض قدره 23 طن، من سمك التونة الحمراء، عن السنة الماضية، ليتم الموافقة على الطلب من طرف الهئية، وبمقتضاه بلغت حصة الجزائر للموسم الحالي 2046 طن، بعدما كان 2023 طن العام الفارط، كما قامت بذات المناسبة بتسجيل مزرعة خاصة لتسمين التونة الحمراء لأول مرة بالجزائر، بتعريفة دولية على مستوى المنظمة.

تسويق وعرض سمك التونة الحمراء في الجزائر:

قال مدير فرعي للصيد الكبير والصيد المتخصص بوزارة الصيد البحري، لـ “أوراس” عمر أوشلي، بأن حصة الجزائر من سمك التونة الحمراء، يتم تحصيلها عن طريق قنصها باستعمال الشباك الكيسية، واصطيادها حية، ليتم تصديرها لمزارع التسمين، لتوجه فيما بعد للأسواق العالمية، كبقية كامل الدول المشاركة في موسم صيد التونة الحمراء.

وبالنسبة لعرض التونة الحمراء في الأسواق الوطنية، قال المسؤل، أن منظمة “icaat” المسؤولة عن ضبط الحصص وتسويق وحماية هذا النوع من الأسماك، تسمح بصيد عرضي (غير مستهدف) لـ 5 أطنان من التونة، وهي نفس الكمية التي توجه للاستهلاك المباشر في الأسواق المحلية، أما باقي حصة الجزائر من الصيد فتوجه لمزارع التسمين، تحسبا لتسويقها وبيعها في البورصة العالمية للتونة في اليابان.

وأبرز أوشلي، أن حصة الجزائر من سمك التونة الحمراء، تسمح بتحصيل عائدات متعبرة من العملة الصعبة، حيث قدرت إيرادات الجزائر من العملية، بأزيد من 22 مليون أورو في العام الماضي، بعد تسويقها لحصتها من هذا النوع من السمك، وهو ما يعود بأثر إيجابي على الاقتصاد الوطني ويساهم في عملية تنويعه، بعيدا عن قطاع المحروقات.

وأردف المتحدث، أن الجزائر هذه السنة رفعت من قدراتها في الصيد، بزيادة في عددن السفن للأسطول البحري، وكذلك باعتماد مزرعة تسمين لسمك التونة، وكل هذا يساهم في نجاح العملية وسيرها، خاصة من الناحية الاقتصادية، حيث يضمن مرونة في عملية الصيد، وزيادة في الإيرادات بعد التسويق، نتيجة عملية التسمين محليا، دون اللجوء إلى جهات خارجية.

قفزة نوعية يشهدها قطاع الصيد البحري

أكد أوشلي، أن الجزائر خلال الفترة الأخيرة عرفت تطورا ملحوظا في مجال الصيد الكبير وفي أعالي البحار، بعد الدخول الفعلي للصناعة المحلية للسفن المخصصة لهذا النوع من الصيد، بعدما كانت تستورد من الخارج بمبالغ ضخمة تستنزف العملة الصعبة، واليوم تعرف مؤسسات بناء السفن عبر مختلف موانئ الولايات الساحلية نشاطا غير مسبوق، يتطور وينمو يوما بعد يوم في أنشطة صناعة وصيانة السفن من الحجم الكبير، الموجهة للصيد الكبير وفي أعالي البحار.

وفي سياق متصل، نوّه المسؤول بوزارة الصيد البحري، إلى الأهمية الكبيرة التي يكتسيها دخول أول مزرعة لتسمين سمك التونة الحمراء محليا حيز الخدمة، وأن هذا النوع من المشاريع يمنح الجزائر استقلالية في سلسلة النشاط، وأن هكذا مشاريع –يضيف المتحدث-، تسمح بدخول الجزائر مرحلة جديدة، بامتلاكها لمزرعة التسمين، التي تساهم في تطوير وتثمين نشاط الشعبة.

بالمقابل، كشف أوشلي، عن خلق مناصب شغل جديدة، في عدة مجالات نتيجة الديناميكية التي يشهدها مجال استغلال وتطوير قدرات الإنتاج في الصيد البحري، وما يتطلبه من يد عاملة وموارد، حيث يسعى القطاع لتوفير مختلف الإمكانات ومواكبة التطورات التي يشهدها مجال الصيد البحري وتربية المائيات، وهو ما كشف عنه وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية أحمد بداني، خلال عرضة لاستراتيجية القطاع للعام الحالي وإلى غاية آفاق 2030.