وزير الاتصال يرد على الإشاعات ضد الجزائر

أعرب وزير الاتصال محمد مزيان عن استيائه الشديد تجاه ما أسماه بـ "الجهات الخبيثة"، التي تسعى بكل جهدها إلى تشويه صورة الجزائر من خلال نشر إشاعات مغرضة تتعلق بقضية ترحيل المهاجرين الأفارقة. وفي هذا السياق، حذر الوزير من وجود استهداف ممنهج لثوابت الأمن الوطني، مشددًا على أن التصعيد الإعلامي الذي نشهده هو جزء من مخططات معادية تستهدف البلاد.
قلب أسود الحلقة 30
تشكيل جبهة إعلامية موحدة
وفي إطار مواجهة هذه الحملات التضليلية، دعا مزيان إلى ضرورة تشكيل جبهة إعلامية موحدة، مؤكدًا على أهمية التزام الصحافة الوطنية بالمهنية والموضوعية، وعدم الانجرار وراء الإشاعات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي. كما أشار خلال اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين في ولاية ورقلة، إلى أن الجزائر تشهد "نهضة تنموية صامدة" تكشف زيف كل الادعاءات الكاذبة.
ولفت الوزير إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام التي لا تزال تنزلق وراء الأخبار المغلوطة، مما يستدعي تعزيز التكوين والتخصص لدى الصحفيين لمواجهة هذه التحديات. وذكر مزيان أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في التحري والدقة، خاصة في القضايا الحساسة مثل ملف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، الذي حاولت بعض الأطراف المشبوهة تزييف حقائقه.
كما أوضح الوزير أن تطوير الأداء الإعلامي يتطلب تكوينًا متخصصًا ومواكبة التحولات الرقمية التي أصبحت ضرورة ملحة في عصرنا الحالي. وأشار إلى أن قطاع الإعلام يشهد نقلة نوعية من خلال تفعيل القوانين الجديدة، مع التركيز على تعزيز الاتصال المؤسساتي كوسيلة لبناء صورة إيجابية عن الجزائر.
وذكر أن تنظيم ورشات جهوية يهدف إلى مرافقة الصحفيين في التكيف مع متطلبات العصر الرقمي، مما يسهم في تعزيز جودة المحتوى الإعلامي.
التعامل مع الملف وفق المواثيق الدولية
وفيما يتعلق بقضية ترحيل المهاجرين الأفارقة، أكد مزيان أن الجزائر تتعامل مع هذا الملف وفقًا للمواثيق الدولية المعتمدة، محذرًا من انسياق بعض وسائل الإعلام المحلية وراء العناوين المضللة المتداولة دون تحقق، مما يضعف مصداقية الخطاب الوطني. كما نوّه الوزير بالمشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها الرئيس تبون في ولايات الجنوب، داعيًا الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه الإنجازات ضمن استراتيجية متكاملة لصناعة الرواية الوطنية.
وأشار إلى أن الجنوب الجزائري يمثل "كنزًا خفيًا" يستحق اهتمامًا إعلاميًا أكبر، ويعزز استقرار البلاد. وفي ختام حديثه، أكد مزيان أن الجزائر تسجل تاريخًا جديدًا مبنيًا على الحقائق الملموسة، مطالبًا الإعلاميين بالتحلي بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يقدمونه من محتوى.
وشدد على أن الحقائق التي تتجلى على الأرض ستظل أقوى من أي محاولات للتشكيك، مهما كانت الجهات الخارجية التي تحاول ضرب الثقة في مسار الجزائر التنموي.
يجدر بالذكر أن الجزائر تشهد تدفقات متزايدة من مهاجري دول الساحل والصحراء، خاصة من دول مثل مالي والنيجر ودول غرب إفريقيا، نحو مدن الجنوب ثم الساحل. كما أن الجزائر رحلت أكثر من 9000 مهاجر غير نظامي إلى النيجر خلال النصف الأول من سنة 2023، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمة الدولية للهجرة. وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ الجزائر فيها خطوات حاسمة تجاه ظاهرة الهجرة غير النظامية، في ظل محاولات إغراق البلاد بأعداد متزايدة من المهاجرين.