قضية تعذيب طفل تثير غضب المجتمع الجزائري

حادثة صادمة تهز الجزائر!
في واقعة مؤلمة ومروعة، انتشر مقطع فيديو يظهر طفلاً تعرض لأسوأ أنواع التعذيب على يد والده، والسبب لم يكن أكثر من فقدانه لمبلغ ضئيل لا يتجاوز 100 دينار جزائري. هذا الفيديو أثار موجة من الاستنكار والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون عن مدى إنسانية والد الطفل الذي يمكن أن يقدم على مثل هذا الفعل.
آثار التعذيب على الطفل
في الفيديو، يظهر الطفل بيدين مشوهتين، وعندما سأله أحد الباعة عن سبب هذه الحروق، أجاب ببراءة: "أضعت 100 دينار كنت سأشتري بها علبة ألوان، لكنه أحرق يدي بهذا الشكل". وأضاف أنه تم استخدام شوكة طعام ساخنة كعقوبة له، وعندما سئل عن مكان والدته، قال إنها كانت في المستشفى. يعكس حديث الطفل بأسلوب عادي عن الحادثة اعتياده على التعنيف، مما يزيد من حدة الفاجعة.
حكيم باشا الحلقة 23
دعوات إلى التحرك العاجل
أثارت هذه الحادثة ضجة كبيرة، حيث عبر ناشطون عن صدمتهم من تصرف الوالد. علق أحدهم قائلاً: "كيف يمكن لوالد أن يعذب طفله بهذه الطريقة؟ لا بد أنه يعاني من اضطرابات نفسية".
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الأطفال، عبد الرحمن عرعار، أن مثل هذه الحوادث أصبحت تتكرر يومياً، محذراً من تنامي ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال. ودعا إلى تعزيز منظومة الحماية داخل الأسرة قبل وقوع الكوارث، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود لتصدي لهذه الجرائم.
ضرورة التبليغ عن حالات العنف
تؤكد المفوضية الوطنية لحماية الطفولة والمجتمع المدني على أهمية عدم الصمت أمام هذه الجرائم. يُشدد على ضرورة التبليغ عن حالات العنف عبر الرقم 1111، حيث تتكون المفوضية من قضاة ومصالح أمنية وهيئات متخصصة تتدخل بشكل فوري لفتح تحقيق.
الإجراءات القانونية المتخذة
صرح البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، بأنه قد يتم سحب الطفل من والده وتسليمه لعائلة بديلة، مع إحالة الأب إلى القضاء. وأكد أن مصير الوالد سيتحدد بناءً على نتائج الفحص الطبي، حيث قد تشير آثار التعذيب السابقة إلى ضرورة إيداعه السجن حتى محاكمته.
إحصائيات مقلقة
كشف عبد الرحمن عرعار عن أرقام مقلقة تشير إلى أن الجزائر تسجل يومياً 53 حالة عنف ضد الأطفال، سواء من قبل بالغين أو أطفال. وأكد أن هذه الإحصائيات تدق ناقوس الخطر، حيث تعود العديد من الحوادث إلى النزاعات الأسرية، مما يترك آثاراً نفسية خطيرة على الأطفال.
في ختام حديثه، شدد عرعار على ضرورة تكثيف جهود الحماية، قائلاً: "لا يمكننا التغاضي عن هذه الانتهاكات، فحماية الأطفال مسؤولية جماعية تتطلب وعياً مجتمعياً وتدخلاً صارماً من الجهات المختصة".