-

تصعيد العلاقات الجزائرية الفرنسية

تصعيد العلاقات الجزائرية الفرنسية
(اخر تعديل 2025-03-01 22:00:19 )

التصعيد الفرنسي تجاه الجزائر: أزمة جديدة

تستمر العاصمة الفرنسية باريس في تنفيذ خطوات استفزازية تجاه الجزائر، مما يعكس تناقضًا صارخًا بين تصريحات رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون وتحركات حكومته. وعلى الرغم من دعواته للتهدئة، جاء وزير داخليته، برونو روتايو، ليصدر تعليمات بمنع دخول زوجة السفير الجزائري في مالي إلى فرنسا، بدعوى عدم امتلاكها المال الكافي.
لام شمسية الحلقة 1

منع دخول زوجة السفير: انتهاك للحقوق

بحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن هذا المنع جاء رغم أن زوجة السفير كانت تمتلك وضعًا قانونيًا وقدمت جميع الوثائق المطلوبة، بما في ذلك شهادة الإقامة والتأمين الصحي وبطاقة ائتمان زوجها. هذه الخطوة أثارت ردود فعل غاضبة في الجزائر، حيث يُعرف وزير الداخلية الفرنسي بمواقفه العدائية تجاه الجزائر، مما يثير تساؤلات حول نية الحكومة الفرنسية في تصعيد الخلافات بدلاً من العمل على التهدئة.

الجزائر تستعد للرد

أشارت الوكالة الرسمية الجزائرية إلى أن الحكومة لن تظل مكتوفة الأيدي أمام هذه الاستفزازات، حيث ستتخذ الإجراءات اللازمة للرد على هذه التصرفات. إن التوترات الحالية تأتي في وقتٍ حساس، حيث يعقد ماكرون مؤتمرًا صحفيًا في البرتغال يتناول فيه ملف الهجرة، الذي يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لتوتر العلاقات بين البلدين.

مراجعة الاتفاقيات: هل هي بداية لمزيد من التوتر؟

في المؤتمر، أكد ماكرون على ضرورة احترام اتفاقيات عام 1994 المتعلقة بإعادة المواطنين غير الشرعيين، لكنه في نفس الوقت رفض اعتبار هذه الإجراءات تصعيدًا ضد الجزائر. ومع ذلك، ألمح إلى إمكانية مراجعة الاتفاقيات الموقعة في عام 1968، والتي تمنح الجزائريين وضعًا خاصًا في فرنسا، مما أثار مخاوف بشأن نوايا باريس لفرض قيود أكبر على الجزائريين المقيمين في فرنسا.

قضية بوعلام صنصال: الضغط السياسي على الجزائر

تفاقمت الأزمة مؤخرًا مع قضية الكاتب بوعلام صنصال، حيث أعرب ماكرون عن قلقه إزاء اعتقاله ووضعه الصحي. اعتبر البعض أن هذه التصريحات تمثل محاولة ضغط سياسي على الجزائر، في ظل الظروف الحالية. ومن جهة أخرى، شددت وزارة الخارجية الجزائرية على أن التوتر جاء نتيجة لقرارات أحادية من الجانب الفرنسي، مشيرة إلى التزام الجزائر بحماية حقوق مواطنيها.

ازدواجية المعايير: انتهاك للحقوق

أكدت الجزائر أن السلطات الفرنسية قد انتهكت التزاماتها من خلال قرارات تعسفية لترحيل جزائريين دون احترام الإجراءات القانونية، متجاهلة حقوق الطعن التي يكفلها القانون الفرنسي. إن هذه الأحداث تعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الجزائر، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.