-

رحيل الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد

رحيل الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد
(اخر تعديل 2025-02-27 11:38:21 )

توفي الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد، شيخ الطريقة البلقائدية الهبرية، عن عمر يناهز 88 عاماً، وذلك وفقاً لما أعلنت عنه الزاوية البلقائدية الهبرية. لقد كان الفقيد رمزاً من رموز التصوف في الجزائر، حيث ترك بصمة واضحة في هذا المجال.

سيتم تشييع جثمان الشيخ بلقايد بعد عصر اليوم الخميس، في مقبرة الزاوية الواقعة في مدينة وهران، حيث سيجمع محبيه وتلامذته لتوديع أحد أعلام التصوف في الجزائر.

من هو الشيخ محمد بلقايد؟

الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد هو أحد الأعلام البارزين في تاريخ التصوف المعاصر، ويمثل شخصية محورية في الطريقة البلقائدية الهبرية التي أسسها جده الشيخ عبد القادر بلقايد. هذه الطريقة لها انتشار واسع في مختلف المناطق الجزائرية، مما يعكس تأثيرها العميق على الحياة الروحية في البلاد.

وُلِد الشيخ بلقايد في مدينة تلمسان بتاريخ 28 أكتوبر 1937. نشأ في أسرة علمية حيث أشرف والده، الشيخ محمد بلقايد، على تعليمه وتربيته، فتعلم منه الفقه والسيرة والعقيدة وعلوم الشريعة. كما تلقى تعليمه في القرآن الكريم وعلوم اللغة والآداب على يد عمه الشيخ عبد الكريم بن الحاج، بالإضافة إلى دراسته لدى مجموعة من المشايخ المعروفين.

إنجازات دعوية ومواقف نضالية

كان الشيخ محمد بلقايد من دعاة الاعتدال ونبذ التطرف، وترك وراءه إرثاً غنياً من الإنجازات الدعوية. من أبرز إنجازاته بناء الزاوية البلقائدية في قرية سيدي معروف بوهران، والتي أصبحت مقراً لإقامته وتعليمه. وقد تخرج على يديه عدد كبير من الطلبة، منهم من أصبح أئمة وخطباء، وآخرون عملوا كمعلمين للقرآن الكريم.

عُرف الشيخ بلقايد كمنارة للوسطية والاعتدال، حيث أصبح مهوى أفئدة العلماء والمريدين من مختلف بقاع العالم. لقد أخذ عنه العلم العديد من العلماء والدكاترة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مما يعكس دوره البارز في نشر العلم والمعرفة.

لم يكن الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد مجرد عالم، بل كان أيضاً من المجاهدين الأوائل الذين تخرجوا من الزاوية. تولى التنسيق بين المجاهدين وجمع السلاح وتنظيم الاتصال بينهم، سواء في الجبال أو في المدن. وقد نجا الفقيد من محاولة إعدام رمياً بالرصاص، مما أضطره للرحيل إلى ولاية سيدي بلعباس، حيث واصل نشاطه الثوري ضد الاستعمار الفرنسي حتى تحقق الاستقلال.


عائلة شاكر باشا الحلقة 8