تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا
تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا: تحديات جديدة
على مدى العامين الماضيين، شهدت فرنسا سلسلة من الضغوطات العنيفة التي قد تؤدي إلى تقليص دورها في القارة الإفريقية. هذه الأحداث تعكس تغيرًا عميقًا في العلاقات الدولية وتوجهات السياسات الإفريقية.
الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر
لم تقتصر الأحداث على التوترات الدبلوماسية مع الجزائر، حيث أبدت ست دول إفريقية أخرى رفضها الصريح لوجود القوات الفرنسية على أراضيها، مما يبرز تحول المواقف تجاه الهيمنة الفرنسية.
النيجر: تصعيد اللهجة ضد باريس
في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، شهدت النيجر تصعيدًا في اللهجة ضد باريس. فقد قام المجلس العسكري الجديد بحظر منظمات فرنسية مثل "أكتيد" و"نيجر أكشن فور ويل بينغ" وألغى تراخيصهما دون تقديم أي تفسيرات.
كما طردت السلطات النيجرية السفير الفرنسي، مما يعكس رغبتهم في قطع العلاقات بشكل جذري.
تشاد ومالى: الخطوات الحاسمة
في خطوة تعكس التوجه نحو السيادة الوطنية، ألغت تشاد اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، مع التأكيد على ضرورة إعادة تنظيم الشراكات الدولية. ومع ذلك، أكدت السلطات التشادية على المحافظة على العلاقات مع فرنسا في المجالات ذات المنفعة المتبادلة.
أما مالي، فقد كانت سباقة في إنهاء الوجود الفرنسي، حيث طردت السفير الفرنسي في عام 2022، وتبع ذلك سحب القوات الفرنسية من أراضيها، مما أظهر التوجه المتزايد نحو الاستقلال عن النفوذ الفرنسي.
تصعيد آخر: الغابون وبوركينا فاسو
أعلنت فرنسا أيضًا عن تعليق التعاون العسكري مع النظام الجديد في الغابون، مما يعكس تفشي أزمة الثقة. وبالمثل، اضطرت القوات الفرنسية لمغادرة بوركينا فاسو بعد إنهاء عملية البرخان في مالي، مما يشير إلى تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة.
نظرة مستقبلية: العلاقات مع المغرب
بينما تواجه فرنسا تحديات في إفريقيا، يبدو أن باريس تحاول تعزيز علاقاتها مع المملكة المغربية، حيث أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية. هذه الخطوة قد تعكس محاولة فرنسا لتوجيه سياستها نحو مناطق أخرى، لكن التحديات تبقى قائمة.
في نهاية المطاف، يبدو أن فرنسا تواجه مرحلة جديدة من التحديات في إفريقيا، حيث يتزايد الرفض لوجودها العسكري والاقتصادي، مما قد يغير من خريطة العلاقات الدولية في القارة الإفريقية.
الكذبة الحلقة 27