وفاة جان ماري لوبان: تاريخ من العنصرية
توفي اليوم اليميني المتطرف جان ماري لوبان عن عمر يناهز 96 عامًا. يُعتبر لوبان واحدًا من أبرز الشخصيات التي تمثل اليمين المتطرف والفاشية في فرنسا، حيث أسس حزب التجمع الوطني الديمقراطي. ومع ذلك، فإن مسيرته السياسية لم تكن سوى واجهة لنزعاته العنصرية ومعاداته للمهاجرين، وخاصة من أصول إفريقية وإسلامية.
العبقري مترجم الحلقة 15
أفعال مروعة في الجزائر
خلال فترة حرب التحرير الجزائرية، مارس لوبان، الذي كان ينتمي إلى فرقة المظليين، أفظع أنواع التعذيب والجرائم. في مذكراته، أشار إلى أن الجيش الفرنسي كان يعتبر انتزاع أظافر الإنسان عملاً إنسانياً، مما يعكس العقلية الفاشية التي كان يتبناها. ورغم أن الأدلة تثبت تورطه في هذه الأعمال، إلا أنه كان ينكر مشاركته ويكتفي بالقول: "لو طُلب مني ممارسة التعذيب في الجزائر لفعلت".
شهادات من الماضي
مؤخراً، قامت صفحة "أرشيف السينما الجزائرية" على إنستغرام بمشاركة مقطع من وثائقي للمخرج رينيه فوتييه، الذي جمع شهادات لشخصيات جزائرية تعرضت للتعذيب. من بين هذه الشهادات، كان هناك حديث عن معاناة جزائريين على يد جان ماري لوبان نفسه.
ذكرى مؤلمة
أحد الشهادات جاءت من ابن الشهيد أحمد مولاي، الذي عثر على خنجر يحمل اسم ماري لوبان بعد استشهاد والده. هذه الذكرى تعكس الأثر العميق والجرح الذي تركه لوبان في قلوب الكثيرين من الجزائريين.
حقائق مؤلمة لم تُنسى
على الرغم من مرور الزمن، فإن التحقيقات التي أجريت حول الجرائم التي ارتكبها لوبان في الجزائر لم تتوقف. وقد غادر الحياة دون أن يُحاسب على الأفعال المروعة التي قام بها، تاركًا وراءه تاريخًا مليئًا بالعنف والتمييز.
إن مسيرة لوبان تعيد إلى الأذهان أهمية مواجهة التاريخ والتأكيد على ضرورة العدالة والمحاسبة لأشخاص مثل هؤلاء، الذين استغلوا مناصبهم للقيام بأعمال همجية ضد الأبرياء.