أزمة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر

تعيش العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر فصلاً عصيبًا لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجزائر في عام 1962. في تقرير نشرته صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية، تم تسليط الضوء على مستوى التوتر الذي بلغته هذه العلاقات، حيث اعتبرت الصحيفة أن الوضع الراهن لا يحقق أي مصلحة لأي من البلدين. بل على العكس، فإن الاستمرار في هذا التصعيد سيؤدي فقط إلى تفاقم الأوضاع.
ضرورة التهدئة
أكدت “ليمانيتي” في تقريرها أن الوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلاً لوقف هذا التوتر. العلاقات بين فرنسا والجزائر لا يمكن فصلها، فهي متشابكة في مجالات اقتصادية وإنسانية وثقافية متعددة. وبالتالي، فإن أي صراع يؤثر سلبًا على كلا الشعبين، مما يستدعي التفكير بجدية في سبل التهدئة والتعاون.
العلاقات رهينة مناورات غامضة
تحدثت الصحيفة عن أن العلاقة بين البلدين أصبحت رهينة لمناورات غامضة، حيث تتسابق الأحزاب اليمينية المتطرفة في إذكاء نيران العداء القديم، مما يُعزز مشاعر الاستعمار البائد. الأذرع الإعلامية تلعب دورًا كبيرًا في تأجيج هذه الأزمة، حيث تعمل على تصوير الجاليات الجزائرية في فرنسا والفرنسيين من أصول جزائرية كأعداء، مما يزيد من التوترات الداخلية.
فرنسا تتخبط في أزماتها
أشارت الصحيفة إلى حالة من التخبط السياسي في فرنسا، حيث وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي يسعى لتحقيق طموحات رئاسية، يقود حملة ضد الجزائر. بدوره، يظهر الرئيس إيمانويل ماكرون مترددًا، حيث يتنقل بين محاولات التهدئة والتهديدات بالانتقام. ومن جهة أخرى، وزير الخارجية جان نويل بارو يواجه تحدياته الخاصة، خاصةً بعد زيارته الأخيرة إلى الجزائر التي لم تثمر عن أي نتائج ملموسة.
رهانات وجودية
تشير “ليمانيتي” إلى أن الرهانات الحالية هي رهانات وجودية، ولا يمكن تركها بيد المتطرفين وغير المسؤولين الذين لن تفيد قراراتهم الشعبين الجزائري والفرنسي. إن الفهم العميق للروابط التاريخية والثقافية بين البلدين هو السبيل الأمثل للخروج من هذه الأزمة.
العبقري مدبلج الحلقة 126