الأزمة بين الجزائر وفرنسا تتصاعد مجددًا

تشهد الأزمة الجزائرية الفرنسية في الآونة الأخيرة تطورات متسارعة، مما جعلها محور اهتمام كبير من قبل الحكومة الفرنسية. وقد تركزت معظم التصريحات الرسمية للوزراء في حكومة فرانسوا بايرو حول هذا الملف الشائك.
روتايو ليس المسؤول
في تصريح لها يوم الأربعاء، أكدت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريماس، أن وزير الداخلية برونو روتايو ليس له أي علاقة بالقضية المرتبطة باعتقال عون قنصلي جزائري. وأوضحت أن لا وجود لقضية باسم "روتايو"، مشيرةً إلى أنه يجب عدم تحميله مسؤولية التوترات السلبية التي تعاني منها العلاقات الثنائية بين الجزائر وباريس.
يذكر أن كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية، سفيان شايب، قد اتهم روتايو بأنه المسؤول عن الأزمة الحالية بين الجزائر وباريس، موضحًا أن التوترات الحالية نتاج مؤامرة تم إعدادها بعناية، حيث أعاد روتايو إحياء قضية تعود لأكثر من ثمانية أشهر تتعلق باختطاف مزعوم لشخص، والذي استخدم للأسف كوسيلة لتقويض العلاقات الإيجابية التي سعى إليها رئيسا البلدين.
أما الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، فقد أشار إلى أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين وجهات نظر الرئيس ماكرون ووزير داخليته، مما يدل على وجود تنسيق محكم بينهما، خاصة في سياق الانتخابات المقبلة التي جعلت من الجزائر وجاليتها موضوعًا رئيسيًا للنقاش.
الأزمة ستطول
وفي سياق متصل، أعرب وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان عن دعمه لوزير الداخلية برونو روتايو، مؤكدًا أنه سيواصل دعمه لأنه محق فيما يخص المواقف الحالية. وأكد دارمانان أن هذا الصراع من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة، حيث أن الدول لا تحكمها المبادئ بل المصالح.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 22
تصعيد أم تهدئة؟
لا تزال الحكومة الفرنسية لم تحسم قرارها بشأن ما إذا كانت ستصعد من موقفها تجاه الجزائر أو ستتجه نحو الحوار. فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو في آخر تصريح له أن هناك ضرورة للرد على الجزائر بحزم، مع أهمية إعطاء الفرصة للحوار. كما برّأ بارو روتايو من مسؤولية الأزمة الحالية، مما يعكس تباين المواقف داخل الحكومة الفرنسية.