-

اعتقال أكرم إمام أوغلو وتأثيره على الديمقراطية

اعتقال أكرم إمام أوغلو وتأثيره على الديمقراطية
(اخر تعديل 2025-03-19 23:57:21 )

في فجر يوم الأربعاء، قامت السلطات التركية باعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، الذي يُعتبر واحداً من أبرز المعارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. يُعرف إمام أوغلو بمنافسته الشرسة لأردوغان في الساحة السياسية، مما جعل اعتقاله يثير الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار.

ما التهم الموجهة إليه؟

تتمثل التهم الموجهة إلى إمام أوغلو في إنشاء شبكة إجرامية تتخصص في الابتزاز، فضلاً عن التلاعب في مناقصات الذهب. كما وُصِف بإدارة حملة سياسية تتبع حزب "العمال الكردستاني"، الذي يُعتبر منظمات مُصنفة على قوائم الإرهاب. هذه التهم أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيدي ومعارضي إمام أوغلو.
وتقابل حبيب الحلقة 20

في حين يعتبر داعموه أن اعتقاله جاء في إطار قرار سياسي بحت، خاصة وأنه يتزامن مع خوضه حملة انتخابية ليصبح مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة. وكان من المتوقع أن يُعلن عن ترشيحه رسمياً في أبريل المقبل، مما يزيد من حدة التوترات السياسية في البلاد.

تفاعل إمام أوغلو مع الحدث عبر نشر مقطع فيديو يظهره وهو يرتدي ملابسه ويعقد ربطة عنقه، حيث عبّر عن استنكاره للمداهمة التي نفذتها قوات الشرطة في منزله، مما يشير إلى أن الاعتقال لم يكن مفاجئاً فحسب، بل كان أيضاً مدبراً بعناية.

مظاهرات واستنكار

بعد اعتقال مرشحهم الرئاسي، دعا حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد. كما دعا الحزب أنصاره إلى التجمع أمام مكاتب الحزب في مختلف المدن التركية في تمام الساعة الثانية ظهراً. وقد استجاب المواطنون لهذه الدعوة، حيث انطلقت مظاهرات احتجاجية تعبيراً عن استنكارهم لما وصفوه بـ"قمع الديمقراطية".

على الجانب الآخر، أعلنت ولاية إسطنبول عن حظر جميع أنواع الاجتماعات والمظاهرات والبيانات الصحفية في المدينة، ابتداءً من يوم الأربعاء وحتى يوم الاثنين المقبل. ويأتي هذا القرار في إطار محاولة "الحفاظ على النظام العام" ومنع أي أعمال استفزازية قد تنجم عن الاحتجاجات.

إن التطورات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات السياسية في تركيا، ويظهر أن هذا الاعتقال قد يكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الديمقراطية في البلاد.