-

شكر الله: سر النجاح والامتنان الدائم

شكر الله: سر النجاح والامتنان الدائم
(اخر تعديل 2024-09-12 14:01:09 )

إن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده هو ما يرزقهم من نجاحات في شتى مجالات حياتهم. ولذلك، يصبح من الواجب على الإنسان أن يشكر الله تعالى على هذه النعم، ويظهر له الامتنان والتقدير. فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على أهمية الشكر وفضله، مما يعكس المكانة العالية التي يحظى بها الشكر في الإسلام.

آيات تدل على فضل شكر الله

قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].
اسمه السعادة الحلقة 35

كما قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].

وفي سياق الحديث عن القضاء والقدر، يقول الله: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

وفي موضع آخر، يتحدث الله عن الشكر فيقول: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147].

ويشدد القرآن الكريم على أهمية الشكر في قوله: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].

وفي دعاء إبراهيم عليه السلام، يقول: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

أهمية الشكر في الحياة اليومية

إن الشكر ليس مجرد كلمات تقال، بل هو سلوك يجب أن يتجلى في حياتنا اليومية. فعندما نشكر الله على نعمه، نُظهر له تقديرنا وامتناننا، مما يعزز من شعورنا بالسعادة والرضا. وقد ذكر الله أيضًا: ﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 14].

الشكر كسبيل للبركة

الشكر يعد من الأسباب التي تجلب البركة في حياة الإنسان. يقول الله: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]. وهذا يبرز أهمية الشكر كوسيلة لتعزيز النعم.

فكلما كنا أكثر شكرًا، كلما زادت النعم علينا. يقول الله تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114].

خلاصة

إن الشكر لله هو عبادة عظيمة، وهو وسيلة للتعبير عن الامتنان لكل ما أنعم به الله علينا. فهو ليس فقط واجبًا دينيًا، بل هو أيضًا طريق لتحقيق السعادة والنجاح في الحياة. فليكن الشكر منهج حياتنا، ولنجعل من كل نعمة سببًا للتقدير والامتنان.