التوترات بين الجزائر وفرنسا: قضايا الجالية

في خضم التوترات المتزايدة التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وفرنسا، تبرز قضية الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا كأحد المحاور الرئيسية. فقد أصدرت مجموعة من المنظمات الحقوقية الجزائرية بيانًا مشتركًا تدين فيه ما تتعرض له الجالية الجزائرية من عمليات تضييق وتهجير قسري في الأراضي الفرنسية.
زهور الثلج الحلقة 9
تنديد بالتضييق
عُقد اجتماع في العاصمة الجزائر، ضم العديد من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني، حيث تم التباحث حول الانتهاكات التي تتعرض لها الجالية الجزائرية. وأكد المشاركون على ضرورة أن تلتزم السلطات الفرنسية بالقوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان، ووقف عمليات الترحيل القسري التي تستهدف الرعايا الجزائريين.
وفي هذا السياق، قامت الحقوقية فتني منار بقراءة البيان الختامي، مشيرةً إلى أن “التضييق والترحيل الذي تمارسه السلطات الفرنسية يمثل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تضمن حقوق الإنسان.”
حول دوافع فرنسا
أوضح البيان أن الإجراءات التي تتبناها فرنسا تمثل خرقًا واضحًا لجميع الاتفاقيات الدولية التي تضمن للإنسان كرامته وحقه في الحرية، بما في ذلك حق التنقل والحماية من الترحيل القسري. وقد اعتبرت المنظمات الحقوقية أن تصرفات السلطات الفرنسية، خاصة من قبل وزير الداخلية برونو روتايو، تعكس "لعبة مزدوجة" تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وقف عمليات الترحيل
في ذات السياق، دعا المجتمع المدني الجزائري السلطات الفرنسية إلى التوقف الفوري عن عمليات الترحيل غير القانونية التي تستهدف الجزائريين. وشددوا على أهمية احترام الاتفاقيات الدولية التي تضمن الحماية والحقوق الأساسية للمواطنين، مطالبين فرنسا بضمان احترام حقوق الإنسان في جميع إجراءاتها.
التوترات المستمرة
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تعيش حالة من التدهور المستمر، نتيجة لقضايا متعددة، من بينها قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال. حيث قررت محكمة الجنح بدار البيضاء فرض عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 ألف دينار على الكاتب المتهم بعدة تهم تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية.
هذا وقد أشار وكيل الجمهورية لدى نفس المحكمة إلى أنه طالب بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية بمليون دينار جزائري بحق بوعلام صنصال، وذلك بعد تصريحاته المثيرة للجدل في وسيلة إعلامية فرنسية من اليمين المتطرف.
وفي مقابل ذلك، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه الكامل لصنصال وعائلته، مؤكدًا على ضرورة أن تتخذ السلطات الجزائرية قرارًا واضحًا وإنسانيًا للإفراج عنه.