-

التوتر بين الجزائر وفرنسا: خلفيات وأبعاد

التوتر بين الجزائر وفرنسا: خلفيات وأبعاد
(اخر تعديل 2025-01-11 15:00:37 )

التوتر الدائم بين الجزائر وفرنسا

تعيش العلاقات بين الجزائر وفرنسا فترة من التوتر المتزايد، حيث شهدت الأحداث الأخيرة تسارعًا في التصريحات والمواقف التي تعكس تباين وجهات النظر بين البلدين. لقد أصبحت هذه العلاقات موضوع نقاش ساخن في الأوساط السياسية والإعلامية، مما يثير تساؤلات حول مستقبلها وكيفية إدارتها.

تصريحات ماكرون والردود المحتملة

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محورًا للجدل بعد انخراطه في حملة هجومية ضد الجزائر، وذلك من خلال تصريحاته المتعلقة بالكاتب الفرنكو-جزائري بوعلام صنصال. هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، حيث واجهت ردود فعل قوية من قبل المسؤولين الجزائريين، مما زاد من حدة التوتر.

موقف غابرييل أتال

غابرييل أتال، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "النهضة"، لم يتردد في التعبير عن قلقه من ما وصفه بالاستفزازات المتواصلة من الجزائر. وقد دعا إلى ضرورة الرد بحزم على هذه الاستفزازات، مشيرًا إلى أهمية إدانة الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، والتي يرى أنها لم تعد تلبي احتياجات الطرفين.

أبعاد الاتفاقية ومشاكل الهجرة

أوضح أتال أن الاتفاقية المذكورة، التي كان من المفترض أن تساعد في إنهاء الاستعمار، أصبحت اليوم قناة للهجرة، مما يسهل لم شمل الأسر دون الحاجة لإظهار الاندماج في المجتمع الفرنسي. كما أشار إلى أن هذه الاتفاقية تجعل من الصعب على السلطات الفرنسية سحب تصاريح الإقامة من المواطنين الجزائريين، وهو ما يعتبره غير عادل.

دعوات لتقليل التأشيرات

في إطار محاولاته للضغط على الحكومة الجزائرية، دعا أتال إلى تقليل عدد التأشيرات الممنوحة، مشددًا على أن التاريخ يثبت إمكانية تنفيذ مثل هذه الخطوات. وقد اعتبر أن الجزائر تمنح أقل من تصريح قنصلي واحد من كل عشرة في إطار "OQTF"، مما يعطي فرنسا فرصة أكبر للضغط على المسؤولين الجزائريين.

الرسائل السياسية والتجارية

أكد أتال على أهمية استخدام فرنسا لأسلحتها التجارية كوسيلة للضغط على الجزائر، مشيرًا إلى إمكانية زيادة الرسوم الجمركية إذا تطلب الأمر. هذا الطرح يأتي في إطار مساعي فرنسا لإعادة ضبط علاقتها مع الجزائر، مما يعكس الحاجة إلى تغيير في الاستراتيجية المتبعة.
ليلى مدبلج الحلقة 86

الاتفاقيات الأخرى وتأثيرها

إلى جانب الاتفاقية لعام 1968، اعتبر أتال أيضًا أن اتفاقية 2007 التي تسمح لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية بحرية الحركة إلى فرنسا دون قيود يجب أن تُدان. هذه الاتفاقية، بحسب رأيه، تفتح الأبواب أمام الشخصيات الجزائرية التي تسيء إلى فرنسا، مما يسبب أعباءً على النظام الصحي الفرنسي.

الرسالة إلى الجزائر

ختم أتال حديثه بالتأكيد على أن الحزم في التعامل مع الجزائر لا يعني العدوان على شعبها، بل هو دعوة لمحاسبة القادة الذين يستفيدون من دعم فرنسا. وأشار إلى أن فرنسا يجب أن تعود إلى مبدأ المنطق السليم: "عندما لا يُحترم بلدنا، لا يمكن الاستفادة من سخائنا".

الرد الجزائري على التدخلات

من جانبها، أكدت الجزائر أنها لن تقبل بأي شكل من الأشكال محاولات التدخل في شؤونها الداخلية، مبدية استيائها من التصريحات الفرنسية التي تعتبرها غير مقبولة. هذا الرد يعكس تصميم الجزائر على حماية سيادتها ورفض أي تدخل خارجي.