-

تبون يبدأ عهدته الثانية برؤية طموحة

تبون يبدأ عهدته الثانية برؤية طموحة
(اخر تعديل 2024-09-17 16:56:55 )

في أجواء مليئة بالجدية والهيبة، أدّى الرئيس عبد المجيد تبون، يوم الثلاثاء، اليمين الدستورية في قصر الأمم بالعاصمة الجزائر، مُعلناً بذلك بدء عهده الثاني في رئاسة الجمهورية الجزائرية. لقد كانت المناسبة شديدة الأهمية، حيث تجمع عدد من الهيئات العليا، إلى جانب تشكيلات من الحرس الجمهوري، التي قامت بأداء التحية الشرفية له.

الالتزام بالدستور: الأساس المتين

استند أداء اليمين إلى المادة 89 من الدستور، والتي تشترط على الرئيس المنتخب أن يقسم أمام الشعب على حماية الدستور وضمان استمرارية الدولة. في قسمه، أكد تبون احترامه للقيم الإسلامية، والدفاع عن سيادة الشعب والوطن، والالتزام بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هذه المبادئ تمثل حجر الزاوية في رؤيته المستقبلية.

رؤية مستقبلية وطموحات كبرى

بعد أداء اليمين، ألقى تبون خطابًا جوهريًا، حيث أكد فيه التزامه الجاد بتنفيذ برنامجه الانتخابي، الذي حصل من خلاله على نسبة 84.30% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في 7 سبتمبر 2024. لم ينسَ أن يتوجه بالشكر إلى الشعب الجزائري على الثقة الكبيرة التي منحها له، مُعبراً عن طموحاته في إجراء حوار وطني شامل يجمع الكفاءات الوطنية لرسم خارطة طريق مستقبلية للبلاد.

وأوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود لمواجهة التحديات، وتعزيز الإنجازات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة. وقد أبرز تبون في خطابه الإنجازات التي تم تحقيقها خلال عهدته الأولى، مشيرًا إلى أهمية تطوير البلاد من خلال مشاريع كبيرة تشمل قطاعي الحديد والزنك، بالإضافة إلى توسعة شبكة السكك الحديدية نحو الجنوب لربطها بتمنراست.

كما أضاف أن قطاع الفلاحة قد حقق تقدمًا ملحوظًا، مما يُمكن الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب مثل القمح والذرة بحلول نهاية عام 2025.

إشادة بالمنافسين وتجربة ديمقراطية

أشاد تبون بالشفافية والنزاهة التي ميزت الحملة الانتخابية، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الأجهزة الأمنية والجيش الوطني لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وهدوء. كما أعرب عن تقديره لمنافسيه في الانتخابات، مؤكداً أن الحملة كانت مليئة بالبرامج الغنية والمناقشات البناءة، مما يعكس روح الديمقراطية الحقيقية في الجزائر.

التزام بتحسين المعيشة والسكن

من بين الأهداف الطموحة التي أعلنها تبون، توفير مليون وسبع مئة ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى بناء مليوني وحدة سكنية جديدة خلال عهده الثاني. ورفع منحة السكن الريفي إلى 100 مليون سنتيم في الجنوب والمناطق الجبلية. كما تعهد بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، خاصة في المناطق الجنوبية، من خلال توفير مياه الشرب وتعزيز مشاريع تحلية مياه البحر.
مجمع 75 الحلقة 153

وفيما يتعلق بالقدرة الشرائية، أكد تبون أن الحكومة تعمل بجد لمكافحة التضخم وتعزيز القوة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى رفع منحة التقاعد وضمان استدامة هذه التحسينات على المدى البعيد.

نمو اقتصادي ومستقبل واعد

اختتم الرئيس تبون خطابه بالتأكيد على التزامه بتطوير الاقتصاد الجزائري بعيدًا عن الاعتماد على المحروقات. وأشار إلى أن نسبة النمو الاقتصادي في الجزائر تُعتبر من بين الأعلى في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي. كما أعلن عن هدف رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 400 مليار دولار، مع تخطي إيرادات القطاع غير النفطي حاجز 15 مليار دولار.

تحت شعار "من أجل جزائر منتصرة"، يسعى تبون إلى قيادة البلاد نحو مستقبل مشرق، مؤكدًا عزيمته على بناء جزائر جديدة تزدهر فيها الديمقراطية، وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. وفي نهاية هذا اليوم التاريخي، قام الرئيس تبون بزيارة إلى مقام الشهيد بالعاصمة، حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية ووضع إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري، في رسالة تعكس تذكيره بالتضحيات التي قدمها أبناء الشعب الجزائري من أجل استقلال البلاد.