-

أزمة التصريحات بين روتايو وحسن

أزمة التصريحات بين روتايو وحسن
(اخر تعديل 2025-01-24 20:38:20 )

يبدو أن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، قد قرر أن يجعل من انتقاد الجزائر والجزائريين جزءًا أساسيًا من تصرفاته السياسية. ففي كل مناسبة تتاح له، لا يتردد روتايو في توجيه سهامه نحو الجزائر، وهو ما أثار الكثير من الجدل والنقاشات في الأوساط السياسية.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث انصب هجومه هذه المرة على النائبة في البرلمان الأوروبي، ريمة حسن، ذات الأصول الفلسطينية، وذلك بعد تصويتها ضد اللائحة الأوروبية التي تدعو لإطلاق سراح الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال.

فقد عبّر روتايو عن استيائه الشديد من تصرف حسن، واصفًا تصويتها بـ"المخزي" ومعتبرًا إياها حليفة للنظام الجزائري. في حديثه التلفزيوني، لم يتردد في إعلان موقفه بشكل قاطع، وجاءت تغريدته على منصة إكس (تويتر سابقًا) لتؤكد ذلك، حيث قال: "بالتصويت ضد القرار الخاص بالإفراج عن بوعلام صنصال، الذي تضمن أيضًا مهمة طبية لتقييم حالته الصحية، غرقت ريما حسن في العار".
بهار مترجم الحلقة 32

كيف ردّت ريمة حسن؟

في خضم هذه الهجمة، لم تظل ريمة حسن صامتة، بل خرجت لتوضح موقفها وترد على الانتقادات التي وجهت إليها. فقد أكدت عبر منصة إكس أن بوعلام صنصال يدافع عن أطروحات متطرفة بطريقة خطيرة، وأنه يعيد خطاب الاستبدال الكبير، كما أنه يوصم الأشخاص المنفيين.

كما أدانت ريمة حسن استخدام قضية صنصال كوسيلة للتدخل والتصعيد الدبلوماسي مع الجزائر، مشددة على أنها لا تعارض إطلاق سراحه، وأن النواب المعارضين للائحة لم يتجاهلوا حقوق الإنسان بل يهتمون بها في جميع أنحاء العالم.

التداعيات السياسية

تُظهر هذه الحادثة عمق الانقسامات السياسية في أوروبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الدول المجاورة. حيث تسلط الضوء على كيفية استخدام القضايا الإنسانية كأدوات في الصراعات السياسية، مما يثير تساؤلات حول الأخلاقيات السياسية في هذا السياق.

خاتمة

إن الصراع الدائر بين روتايو وحسن ليس مجرد خلاف سياسي بسيط، بل هو تجسيد للاختلافات الثقافية والسياسية بين فرنسا والجزائر، ويعكس أيضًا التحديات التي تواجهها الشخصيات السياسية في التعبير عن آرائها في بيئة معقدة. ستستمر هذه القضية في إثارة الجدل، وقد تفتح بابًا لمزيد من النقاش حول حرية التعبير والعلاقات الدولية.