-

بوادر تهدئة في العلاقات الجزائرية الإسبانية

بوادر تهدئة في العلاقات الجزائرية الإسبانية
(اخر تعديل 2025-02-23 17:57:17 )

بعدما شهدت العلاقات الجزائرية الإسبانية فترة من التوتر الشديد استمرت لنحو عامين، تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية تدل على إمكانية عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي. هذه التغيرات ليست وليدة الصدفة، بل تعكس رغبة حقيقية من الجانبين في تجاوز الخلافات السابقة وفتح صفحة جديدة من التعاون.

1. لقاء وزيري الخارجية في جوهانسبرغ

في تطور ملحوظ، التقى وزيري خارجية الجزائر وإسبانيا على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين الذي عُقد في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا يوم 20 فبراير 2025. يمثل هذا اللقاء الأول من نوعه بين المسؤولين رفيعي المستوى منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية في مارس 2022، عندما أعلنت مدريد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية. هذه الخطوة أثارت ردود فعل سلبية في الجزائر، مما أدى إلى سحب سفيرها وتعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، بالإضافة إلى فرض قيود اقتصادية صارمة على إسبانيا.
زهور الدم الحلقة 403

2. إشادة إسبانية بالدور الجزائري

في خطوة تعكس رغبة مدريد في تعزيز التواصل، أعرب وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس عن شكر بلاده للجزائر لمساهمتها الفعالة في إطلاق سراح المواطن الإسباني نافاروا كانادا خواكيم، الذي تم اختطافه على الحدود الجزائرية المالية. كما أبدى الوزير دعم إسبانيا لدور الجزائر في تعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل، مما يبرز أهمية الجزائر كشريك استراتيجي في القضايا الإقليمية.

3. إشارة إيجابية من الرئيس الجزائري

أصدر الرئيس عبد المجيد تبون إشارة رسمية تدل على انفتاح الجزائر تجاه مدريد، حيث وصف إسبانيا بـ "الدولة الصديقة" في تغريدة له هنأ فيها الروائي الجزائري ياسمينة خضرا بعد فوزه بجائزة أدبية في مدريد. هذه العبارة لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل اعتُبرت رسالة تهدئة من أعلى سلطة في الجزائر، مما يعزز التكهنات بأن البلدين قد يكونان على وشك طي صفحة التوتر الدبلوماسي السابقة.