تحديات مجلس الأمن: أزمة أم فرصة؟
أزمة تفوق الأزمات: حديث وزير الخارجية الجزائرية
في تصريح مثير للجدل، أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن مجلس الأمن الدولي يشهد تزايداً ملحوظاً في الأزمات التي تتوالى دون أن يتم اتخاذ قرارات حاسمة، مما يعكس تراجع دوره في صياغة الحلول الضرورية وفرضها كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. يتساءل الكثيرون: هل أصبحت هذه المنظمة عاجزة عن مواجهة التحديات المتزايدة؟
الدم الفاسد الحلقة 4
الأزمة الأشد في تاريخ الأمم المتحدة
خلال كلمته أمام مجلس الأمن، وصف عطاف الأوضاع الحالية بأنها "الأخطر والأشد" في تاريخ المنظمة، مشيراً إلى التأثيرات العميقة لهذه الأزمات على مختلف الأصعدة والمستويات. في زمن تتصاعد فيه الأزمات، يبدو أن الحلول تغيب في غياهب النسيان.
مخاوف الجزائر: منطق توازن القوى
عبر وزير الخارجية عن قلق الجزائر من تصاعد منطق "توازن القوى" وعودة النزعة الأحادية، مما يتعارض مع نهج تعددية الأطراف التي تسعى المنظمة لترسيخه. هذه العودة إلى الانطواء على الذات تطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي.
التهديدات المتزايدة للنظام الدولي
كما أشار عطاف إلى التزايد المقلق للأزمات والنزاعات، حيث تتراكم الحروب بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر. في ظل هذا الوضع، يبدو أن احترام القانون الدولي أصبح مجرد فكرة بعيدة.
غياب المبادرات الدولية الفعالة
عبر الوزير عن أسفه لعدم وجود مبادرات دولية فعالة لحل الأزمات، مؤكداً أن هذه الحالة تضعف دور المنظمة الأممية في الساحة الدبلوماسية العالمية. هذه الأزمات المتتالية تعكس تصدعاً في منظومة الأمن الجماعي، مما يهدد بإضعافها أكثر.
مجلس الأمن: سجلاً متزايداً من الأزمات
أصبح مجلس الأمن يسجل تتابع الأزمات كأمر روتيني، حيث لا يتخذ أي قرارات حاسمة. هذا الغياب للقرارات يشكل "ضوءًا أخضر" لمفتعلي الأزمات، مما يعزز استمرارها. في هذا السياق، ربط عطاف استمرار ما يُسمى بـ "حرب الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين في غزة، بالضعف الواضح لمجلس الأمن.
أزمات متعددة على جدول الأعمال
الحالة ليست أفضل في أماكن أخرى، حيث تشتعل النزاعات في أوكرانيا والسودان وليبيا واليمن، ناهيك عن النزاع المستمر في الصحراء الغربية. هذه الأزمات تتطلب حلولاً عاجلة، لكن يبدو أن الأمل يتضاءل.
خمس محاور رئيسية لإعادة الاعتبار للأمم المتحدة
في هذا السياق، دعا عطاف إلى تكثيف الجهود لإعادة الاعتبار لدور مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بشكل عام، من خلال التركيز على خمس محاور استرتيجية.
المحور الأول: تجاوز الاستقطاب
أشار عطاف إلى ضرورة تحسين مناخ العمل داخل مجلس الأمن، من خلال فتح المجال بشكل أكبر لمجموعة الدول المنتخبة (E-10)، التي أثبتت قدرتها على تقريب وجهات النظر.
المحور الثاني: تنفيذ القرارات
شدد على أهمية متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ومحاسبة الأطراف التي تتحدى هذه القرارات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
المحور الثالث: تحسين التنسيق
لفت إلى أهمية تحسين التنسيق بين مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في المسائل المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين.
المحور الرابع: دور الأمين العام
أشار إلى ضرورة تمكين الأمين العام من حرية المبادرة في أي مسعى دبلوماسي، دون قيود مسبقة.
المحور الخامس: إصلاح مجلس الأمن
اختتم عطاف حديثه بضرورة دمقرطة أساليب عمل المجلس وتوسيع عضويته، مع التركيز على تصحيح الظلم التاريخي الذي تتعرض له إفريقيا.
في الختام، تبقى الأسئلة قائمة: هل يمكن لمجلس الأمن أن يستعيد دوره الفعال؟ وما هي الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك؟