حرمة الميت وآداب الغسل
يعد الموت من الحقائق التي لا مفر منها، وقد علمنا الإسلام أن حرمة الميت تظل قائمة حتى بعد وفاته. فالتعرض لجثته بأي نوع من الأذى، سواء كان إهانة أو استهزاء، يعتبر من الأمور المحرمة. كما ينبهنا الدين على عدم كشف عورته أو نشر أسراره، أو حتى السخرية منه، أو السير على قبره. هذه الحرمة تعكس الاحترام الذي ينبغي أن يحيط بالميت، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكسير عظم الميت مثل تكسيره وهو حي”. ولذلك، فإن الميت يحتاج إلى الغسل، والكفن، والصلاة، والدفن وفقاً للشريعة الإسلامية. من المستحب أيضاً زيارة قبره، وقراءة القرآن، والدعاء له بالمغفرة والرحمة، والثبات عند السؤال.
كيفية غسل الميت
إن غسل الميت له آداب وأحكام خاصة، ومن يرغب في غسل ميت يجب عليه اتباع الخطوات التالية:
انترڤيو الحلقة 9
- يجب ستر عورة الميت، والتي بالنسبة للرجل هي ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة مع المرأة.
- يجب تجريده من ملابسه، حيث قال الصحابة حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم: “هل نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا”.
- يجب وضع الميت على سرير الغسل أو مكان مرتفع، مع رفع رأسه إلى قرب جلوسه.
- يجب عصر بطنه برفق، ويستحب أن يُكثر من صب الماء، ثم يلف خرقة حول يده لتنظيف مخرجيه، مع تجنب لمس عورته مباشرة.
- يستحب عدم لمس سائر جسده إلا بخرقة، ثم يُوضئه ندباً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي غسلن ابنته: “ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها”.
- يجب عدم إدخال الماء في فمه أو أنفه، بل يُدخل إصبعيه المبلولتين بالماء بين شفتيه لتنظيف أسنانه، وفي منخريه لتنظيفهما.
- يُغسل الرأس واللحية برغوة السدر، حيث يُدق السدر ويوضع في إناء فيه ماء، ثم يُضرب بيديه حتى تكون له رغوة.
- يجب غسل الشق الأيمن ثم الأيسر ثم الجسم كاملاً ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً حسب ما تقتضيه الحاجة، مع مراعاة الإيتار.
- في الغسلة الأخيرة، يُفضل وضع كافور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً”.
- من الأقوال المعتمدة أن يُقص الشارب وتُقلم الأظافر، ولا يُسرح الشعر، ثم يُنشف بثوب.
- إذا خرج شيء من الميت بعد الغسلات، يُحشى مخرجه بقطن، ثم يُغسل الموضع ويُوضأ، أما إذا خرج بعد التكفين فلا يُعاد الغسل.
- عند غسل المرأة، يُضفر شعرها ثلاثة قرون، ويسدل خلفها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.