-

تحركات صدام حفتر عند الحدود الجزائرية

تحركات صدام حفتر عند الحدود الجزائرية
(اخر تعديل 2025-04-27 10:57:27 )

في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، قام رئيس أركان القوات العسكرية التي يقودها خليفة حفتر، الفريق صدام خليفة، بزيارة مفاجئة إلى منفذ إيسين الحدودي مع الجزائر يوم السبت الماضي. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث يسعى الفريق صدام إلى تفقد الأوضاع في المنفذ الحدودي، مما يشير إلى اهتمامه بمراقبة سير العمل الميداني في هذه النقطة الاستراتيجية.

وحسب التقارير الواردة من الإعلام الليبي، فإن هذه الزيارة تمت وسط حراسة أمنية مشددة، مما يعكس الأهمية البالغة التي يوليها حفتر لهذه المنطقة. يُذكر أن قوات حفتر قد سيطرت على معبر إيسين منذ عام 2021، حيث أعلن حفتر عن غلق الحدود وإعلانها منطقة عسكرية، مما يجعل أي تحرك فيها محظورًا.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة صدام حفتر تأتي بعد أيام قليلة من زيارته إلى أنقرة، حيث تم استقباله من قبل رئيس أركان القوات البرية التركية، الفريق أول سلجوق بيراكتار أوغلو، مما يبرز الروابط المتزايدة بين حفتر والدول الإقليمية.

ماذا يريد حفتر؟

في وقت سابق، قامت قوات حفتر بتنظيم دوريات عسكرية بالقرب من الحدود الجزائرية، مما يثير تساؤلات حول نواياه المستقبلية. وفقًا لتقرير صادر عن معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط في الصيف الماضي، يُعتقد أن حفتر يسعى إلى تعزيز الروابط بين ليبيا ودول الساحل الإفريقي الناشئة، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، والتي تُعتبر موالية لروسيا.

من جهة أخرى، كشف معهد دراسات الحرب الأمريكي أن روسيا تقوم بتحركات مكثفة لإنشاء "ممر استراتيجي" يربط بين ليبيا ودول الساحل، مما يعكس الاهتمام الروسي المتزايد في المنطقة.

أمن الجزائر خط أحمر

تُعاني الجزائر، الجارة الشرقية لليبيا، من حالة “اللا حرب واللا سلم” في الوقت الراهن. فالبلاد تعيش انقسامًا سياسيًا حادًا بين حكومتين، إحداهما شرعية (حكومة الوحدة الوطنية) والأخرى غير شرعية يقودها أسامة حمدان بدعم من حفتر. نتيجة لهذا الانقسام، فشلت ليبيا في تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إليها.

الوضع الأمني في ليبيا يوصف بالهش، حيث تسيطر مليشيات مسلحة على أجزاء واسعة من البلاد، خاصة في طرابلس ومصراتة والمناطق الشرقية. في الوقت ذاته، تتعرض بعض المناطق لانفلات أمني نتيجة انتشار الجماعات المسلحة العابرة للحدود، بما في ذلك مجموعات إرهابية وشبكات تهريب.
المشردون الحلقة 21

في ضوء هذه التوترات، أكدت الجزائر في مناسبات عدة على رفضها التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي. وقد حذر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، من أي تهديدات قد تستهدف أمن الجزائر وسلامتها الترابية، مشددًا على أن الجزائر لن تقبل أي مساس بسمعتها أو أمنها.