-

صباح عيب: مواجهة العنصرية بشجاعة

صباح عيب: مواجهة العنصرية بشجاعة
(اخر تعديل 2024-10-26 12:57:15 )

في خطوة جريئة تعكس قوة الإرادة، وجدت الشابة الفرنسية صباح عيب، ذات الأصول الجزائرية، نفسها في قلب عاصفة من الكراهية والتمييز بعد مشاركتها في مسابقة ملكة جمال فرنسا. تلك الفتاة البالغة من العمر 19 عاماً، والتي وُلدت في فرنسا لأب جزائري وأم مغربية، أصبحت هدفاً لهجمات عنصرية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

البدايات والتحديات

بدأت الحملة العنصرية ضد صباح بعد فوزها بلقب ملكة جمال نور با دو كالي 2024 في احتفال مهيب أقيم في مدينة ليفي. هذا الفوز منحها فرصة الترشح للمسابقة الكبرى، ملكة جمال فرنسا، المقررة في 15 ديسمبر المقبل. ومع ذلك، كانت هذه اللحظة السعيدة بمثابة الشرارة التي أشعلت الهجوم عليها.

رد فعل صباح على الهجمات

قررت صباح عدم السكوت عن هذه الهجمات، وخرجت لتدافع عن نفسها عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. أكدت أن اسمها هو جزء لا يتجزأ من هويتها، وأنه لا يحدد جنسيّتها. قالت: “فرنسا بلد متعدد الثقافات، والحصول على اسم يأتي من مكان آخر لا يغير حقيقة أنني فرنسية”.

إصرارها على الهوية

أضافت صباح أن أصولها جزء من تاريخها، لكنها لا تحدد هويتها. فهي ووالديها يعتبرون أنفسهم فرنسيين قبل كل شيء، مما يعكس روح الانتماء العميق الذي يربطهم ببلدهم.
بهار الحلقة 22

تضامن المجتمع مع صباح

في أعقاب هذه الحملة، تدخلت منظمة "SOS Racisme" المناهضة للعنصرية، معبرةً عن تضامنها الكامل مع صباح. وأكدت أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد هذه الاعتداءات، مما يعكس أهمية الدفاع عن حقوق الأفراد في مواجهة الكراهية.

التاريخ المظلم لملكة الجمال في فرنسا

تجدر الإشارة إلى أن الحملة العنصرية ضد ملكات الجمال ليست جديدة في فرنسا. فالسجل مليء بالحوادث المشابهة، حيث تعرضت ملكة جمال بروفانس، أبريل بنيوم، في عام 2020 لإهانات معادية للسامية. وكذلك، تعرضت ملكة جمال فرنسا السابقة، سونيا رولاند، في 2013 لتعليقات عنصرية بسبب لون بشرتها، مما يدل على أن هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة جادة.

ختاماً

إن قصة صباح عيب ليست مجرد قصة شخصية، بل هي تجسيد للكفاح من أجل حقوق الإنسان والعدالة في مواجهة العنصرية. وهي تذكرنا جميعاً بأن الهوية ليست مجرد أصول، بل هي تجارب وثقافات تتداخل لتشكل كينونتنا.