استئناف عمليات الاستكشاف في ليبيا

في خطوة تعكس التفاؤل بمستقبل قطاع النفط الليبي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، يوم الإثنين، عن مناقشاتها مع شركة سوناطراك الجزائرية حول استعدادها لاستئناف عمليات الاستكشاف والحفر في البلاد. تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التوقف نتيجة لتدهور الوضع الأمني، مما يشير إلى عودة النشاط في هذا القطاع الحيوي.

اجتماع فني مثمر

حسب البيان الذي صدر عن المؤسسة، تم عقد اجتماع فني بين إدارة الاستكشاف في المؤسسة وشركة سوناطراك - فرع ليبيا. تمحور الاجتماع حول النشاط الاستكشافي للشركة في حوض غدامس، حيث ناقش الحضور خطط العمل المستقبلية لعام 2025، بالإضافة إلى استئناف عمليات الحفر في البئر الاستكشافية أ1-96/2، التي توقفت منذ عام 2014.

مذكرة التفاهم والآمال المستقبلية

في بداية العام الحالي، تم توقيع ملحق لمذكرة التفاهم بين الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، ورئيس المؤسسة الليبية للنفط، فرحات عمر بن قدارة. يأتي هذا في إطار تعزيز التعاون بين الطرفين واستئناف الأنشطة بعد انقطاع طويل.

استثمار متزايد في المستقبل القريب

تسعى سوناطراك إلى استئناف نشاطها في ليبيا، حيث تأمل في أن يبدأ العمل قريبًا. أبدت الشركة تفاؤلاً كبيرًا بإمكانية تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المشروع، مما قد يساهم في تطوير قطاع النفط الليبي وتعزيز الاقتصاد الوطني.

التركيز على الاستكشافات الجديدة

كما تم مناقشة نتائج تفسيرات المسوحات السيزمية وتقييم الفرص المكتشفة في القطعتين 95 و96، مع التركيز على تحويلها إلى مؤملات جاهزة للحفر. هذه الخطوات تشير إلى إرادة قوية من الطرفين لتحقيق إنجازات جديدة في مجال التنقيب.

دور الشركاء الدوليين

شهد الاجتماع حضور مدير إدارة الاستكشاف بالمؤسسة الوطنية للنفط، ومدير عام سوناطراك فرع ليبيا ونائبه، بالإضافة إلى فريق من شركة “أويل إنديا”، الشريك الأساسي لسوناطراك في هذه المشاريع. هذا التعاون يعكس جهودًا مشتركة لتعزيز القدرات الاستكشافية في البلاد.

استثمارات سوناطراك في ليبيا

تاريخيًا، كانت سوناطراك قد علّقت نشاطها في ليبيا منذ عام 2011 بسبب الظروف الأمنية، لكنها عادت لاستئناف أنشطتها في 2012، قبل أن تتوقف مرة أخرى في 2015. ومع توقيع مذكرة تفاهم في فبراير 2022، أتيحت لها الفرصة لاستئناف أنشطتها واستكمال التزاماتها التعاقدية.

استثمار جديد لتلبية الطلب العالمي

استثمرت الشركة الجزائرية العملاقة سابقًا نحو 150 مليون دولار في قطاع النفط الليبي، وتخطط لاستثمار 50 مليون دولار إضافية في ثلاث قطع استكشافية بحوض غدامس قرب الحدود الليبية الجزائرية. هذا الاستثمار المشترك يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على النفط والغاز في الأسواق العالمية، لاسيما في أوروبا حيث ارتفع الطلب على الطاقة بشكل ملحوظ منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.