-

تداعيات التوتر بين الجزائر وفرنسا

تداعيات التوتر بين الجزائر وفرنسا
(اخر تعديل 2025-02-05 12:19:27 )

في ظل الأجواء المتوترة التي تسود العلاقات الجزائرية - الفرنسية، يبرز المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، كأحد الأصوات التي تحذر من إمكانية حدوث قطيعة بين البلدين. في حديثه مع موقع "تزا"، أشار ستورا إلى أنه لا يتمنى أن تصل الأمور إلى هذه النقطة، لكنه لا يمكنه تجاهل احتمالية ذلك.
عائلة شاكر باشا الحلقة 6

احتمالية القطيعة

أوضح ستورا أن الوضع الحالي يشير إلى تصلب متزايد في العلاقات، مشيراً إلى تفاقم التوترات بشكل تدريجي. وأضاف أن وسائل الإعلام الفرنسية تلعب دوراً في تغذية هذه التوترات، حيث تُوجه انتقادات منتظمة للجزائر في بعض القنوات. ولفت إلى أن العديد من المهاجمين للجزائر هم أشخاص لا يعرفون شيئاً عن واقعها، حيث قال: "بعضهم يعلنون أنفسهم خبراء، لكنهم لم يزروا الجزائر أبداً، ولا يعرفون اللغة ولا التاريخ ولا الحضارة".

تداعيات القطيعة

في حديثه عن تأثيرات القطيعة المحتملة، أشار ستورا إلى العواقب السلبية التي ستطال الجوانب المختلفة للحياة، والتي تتجاوز مجرد السياسة. وأكد أن النتائج ستكون "كارثية"، خاصة بالنسبة للملايين من الفرنسيين الجزائريين والعائلات ذات الجنسية المزدوجة. كما أضاف أن أي انقطاع دبلوماسي قد يؤدي إلى تدهور ظروف المعيشة والسفر للكثير من الأشخاص.

وذكر أيضاً أن العلاقات الاقتصادية والثقافية ستكون في خطر، مما قد ينعكس سلباً على العديد من المجالات الحيوية.

حق الجزائر في الرد

يرى ستورا أنه من حق الجزائر الرد على الهجمات الفرنسية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمساس بتاريخها. وأوضح أن هذه الاعتداءات المتكررة تغذي شعوراً متزايداً بالاستياء، مما يساهم في تعزيز التوترات ويعوق الحوار بين البلدين.

وفي هذا السياق، دعا ستورا إلى ضرورة الهدوء وتبني الحوار البناء بين الجزائر وفرنسا، مع التأكيد على أهمية الاعتراف بالأخطاء وتجنب الجدالات العقيمة حول التاريخ. كما أشار إلى عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، مما يستدعي العمل على تحسين العلاقات.

وحذر ستورا من مخاطر تفاقم الأزمة من خلال التصريحات المغرضة، قائلاً: "كل كلمة وكل موقف يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع". وأكد على ضرورة الجهود المتبادلة لتجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة.