-

إزالة اسم بيجو من شوارع باريس: خطوة تاريخية

إزالة اسم بيجو من شوارع باريس: خطوة تاريخية
(اخر تعديل 2024-10-14 21:19:21 )

إزالة اسم المجرم الاستعماري بيجو من شوارع باريس

في خطوة تاريخية تعكس التغيرات الجذرية في الوعي الاجتماعي والسياسي، قررت بلدية باريس إزالة اسم الماريشال توماس روبير بيجو، الذي ارتكب العديد من الفظائع خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، من أحد الشوارع في الدائرة 16 للعاصمة الفرنسية.

من هو توماس روبير بيجو؟

يُعتبر الماريشال بيجو رمزًا للقمع الاستعماري الفرنسي، حيث تولى قيادة الحملات العسكرية الدموية في الجزائر بين عامي 1830 و1847. وقد شغل منصب الحاكم الفرنسي للجزائر خلال الفترة من 1840 حتى 1847، حيث كان له دور بارز في تنفيذ سياسات قاسية ضد الشعب الجزائري.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 38

طرق القمع والوحشية

اشتهر بيجو باستخدام أساليب وحشية في قمع المقاومة الجزائرية، متضمنةً عمليات الإبادة الجماعية، التعذيب، والتمثيل بالجثث، بالإضافة إلى حرق القرى. هذه الجرائم المروعة ساهمت في مذبحة القبائل الجزائرية، مما جعله رمزًا للظلم والاستبداد في التاريخ الاستعماري الفرنسي.

الضغط المتزايد لمراجعة الذاكرة الاستعمارية

جاء قرار إزالة اسم بيجو استجابةً لضغوط متزايدة من مجموعات مختلفة تطالب بمراجعة تاريخ الاستعمار الفرنسي. ويرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة تمثل محاولة من باريس لخفض التوترات مع الجزائر، خاصة في ضوء العلاقات المتوترة بين البلدين.

تغيير اسم الشارع إلى أوبير جيرمان

تم استبدال اسم الشارع باسم أوبير جيرمان، الذي يُعتبر بطل مقاومة فرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو آخر الجنود الذين قاتلوا ضد الاحتلال النازي. توفي جيرمان في عام 2021، وتعتبر هذه الخطوة تعزيزًا لرموز أكثر شمولاً وقبولاً في المجتمع.

ردود الفعل على القرار

على الرغم من أهمية هذه الخطوة، إلا أنها لقيت انتقادات من بعض السياسيين الفرنسيين، وخصوصاً من اليمين المتطرف، الذين اعتبروا أن هذا الإجراء يمثل تعديًا على "التراث الوطني".

تصريحات عمدة باريس

أوضحت عمدة باريس، آن هيدالغو، خلال حفل الإزاحة، أن دور بيجو في التاريخ الاستعماري الفرنسي كان "سلبيًا للغاية"، مشيرةً إلى أن الجرائم التي ارتكبها يمكن تصنيفها اليوم كجرائم حرب. يأتي هذا القرار ضمن مجموعة من الجهود الفرنسية لإعادة النظر في موروثها الاستعماري، مما يعكس رغبة حقيقية في معالجة الملفات التاريخية الحساسة التي تؤثر على العلاقات مع الجزائر.