إطلاق سراح معتقلي سجن صيدنايا العسكري
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من مقاطع الفيديو التي توثق اللحظات الأولى لإطلاق سراح بعض المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري، الذي يُعرف بـ"المسلخ البشري"، بعد سقوط نظام بشار الأسد في فجر يوم الأحد. هذه الفيديوهات لم تُظهر فقط فرحة الحرية، بل كشفت أيضًا عن الحالة المزرية التي خرج بها السجناء، وسط عمليات بحث متواصلة عن المفقودين في هذا السجن، الذي وصفه المغردون بأنه أسوأ بكثير من أبو غريب وغوانتانامو، بل يتفوق على وحشية المعتقلات النازية.
أنا أم 2 الحلقة 186
آلاف المعتقلين في عداد المجهولين
رغم نجاح الثوار في تحرير عدد كبير من المعتقلين في صيدنايا، تشير التقديرات إلى أن عدد المحتجزين في هذا السجن قد تجاوز 96 ألفًا، بينهم أطفال ونساء. وقد وثقت منظمة حقوقية وجود 2327 طفلًا و5739 سيدة ضمن المعتقلين، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن العدد قد يصل إلى 120 ألفًا. ومع ذلك، تبقى عمليات البحث عن السجناء المفقودين مستمرة، حيث لا يزال الثوار يحاولون الوصول إلى أي دليل يمكن أن يقودهم إلى سجناء صيدنايا الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
الجهود المستمرة للبحث عن المفقودين
يبذل الثوار جهودًا مكثفة للبحث عن أدلة قد تساعدهم في الوصول إلى سجناء صيدنايا المختفين. وقد عثروا على مخططات تحاول الفرق قراءتها، على أمل أن تساعدهم في فك رموز الأبواب السرية للسجن، مما قد يؤدي إلى تحرير المزيد من المعتقلين.
نداءات وجوائز مالية لفك شيفرة الأبواب
يسابق السوريون الزمن لفك شيفرة الأبواب الإلكترونية المعقدة التي تغلق زنازين السجن، وسط تقارير عن وجود طوابق تحت الأرض تحتوي على آلاف المعتقلين. ورغم مرور أكثر من 36 ساعة على تحرير السجن، فإن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى هذه الزنازين بسبب تعقيد الأبواب السرية وخريطة المكان.
أطلق ناشطون سوريون نداءات للاستعانة بمنظمات دولية وخبراء تقنيين لفك شيفرة الأبواب والوصول إلى السجناء قبل فوات الأوان. كما رصد رجال أعمال مكافآت مالية بلغت 100 ألف دولار أمريكي لمن يمتلك معلومات تساعد في فتح الزنازين. وأعلن الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" عن مكافأة بقيمة 3000 دولار لكل من يقدم معلومات دقيقة حول مواقع السجون السرية.
محاولات إنقاذ السجناء
انتشرت مقاطع فيديو لمحاولات تكسير الجدران للوصول إلى السجناء، إلا أن تلك المحاولات لم تُكلل بالنجاح حتى الآن. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، يبقى الوضع في غاية الحساسية، حيث يجب الحفاظ على الأدلة الفيزيائية التي قد تكون حاسمة في دعم جهود العدالة والمحاسبة.
أكثر المعتقلات بشاعة
يُعتبر سجن صيدنايا واحدًا من أكثر المعتقلات بشاعة في التاريخ الحديث، حيث يتفوق في قسوته على معتقلات مثل أبو غريب وغوانتانامو وحتى السجون النازية. تقارير حقوقية وثقت حالات تعذيب وإعدامات جماعية، كما تم استخدام أجهزة تعذيب مثل "مكبس الإعدامات الحديدي".
أحد المعتقلين المحررين ظهر فاقدًا للذاكرة وغير قادر على الكلام، مما يعكس حجم التعذيب الذي تعرض له. وقد اتفق العديد من الناشطين على أن سجن صيدنايا ليس مجرد منشأة اعتقال، بل هو أشبه بمدينة كاملة تختفي داخل الجبل.
أسرار السجن تحت الأرض
تشير التقارير إلى وجود طوابق سفلى، معروفة بالسجن الأحمر والأصفر والأبيض، مغلقة تمامًا عن العالم الخارجي. هذه الطوابق محاطة بأبواب سرية معقدة، في وقت يعاني فيه المعتقلون من نقص حاد في الماء والطعام والهواء بسبب انقطاع الكهرباء.
تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كان العالم سيتحرك للكشف عن أسرار هذا المكان الذي شهد على واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.