إعادة تأهيل البريد المركزي في الجزائر

تسعى الجزائر حثيثًا إلى إعادة تأهيل وترميم مبنى البريد المركزي الذي يقع في قلب العاصمة، وذلك نظرًا لأهميته التاريخية والمعمارية التي تجسد روح المدينة وتراثها العريق. يُعتبر هذا المبنى من المعالم البارزة، والذي يحمل في طياته تاريخًا يمتد لسنوات عديدة، لذا فإن جهود الحكومة تهدف إلى الحفاظ على هذا الموروث الغني وإعادة استغلال الفضاءات المحيطة به بشكل مبتكر وجذاب.
في هذا الإطار، قام وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، برفقة والي ولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، بزيارة ميدانية لمبنى البريد المركزي. خلال هذه الزيارة، أتيحت لهما الفرصة للاطلاع على تفاصيل عملية الترميم والتأهيل التي يخضع لها هذا المعلم التاريخي والمرافق التابعة له، والتي تم تقديمها من قبل مكتب دراسات يضم مجموعة من المهندسين المعماريين المتخصصين في ترميم المعالم الثقافية المصنفة.
السلة المتسخة الحلقة 41
تجدر الإشارة إلى أن المشروع يتضمن أربع مراحل رئيسية، حيث بدأت المرحلة الأولى بإعادة تأهيل القاعة الكبرى التي تضم متحف البريد، والتي انطلقت بها الأشغال. من المقرر أن تتحول هذه القاعة إلى فضاء مخصص لعرض الطوابع البريدية التاريخية بمجرد الانتهاء من أعمال الترميم.
أما المرحلة الثانية، فتتمثل في الأشغال الاستعجالية التي تم الانتهاء من إجراءاتها الإدارية، مما يمهد الطريق لانطلاق عمليات التهيئة في القريب العاجل. في حين تتضمن المرحلة الثالثة إعداد الدراسات اللازمة لترميم مرافق البريد المركزي، لضمان الحفاظ على طابعها التاريخي ومعمارها الأصلي الذي يميز هذا المعلم.
وعن المرحلة الأخيرة، فستكون هناك مسابقة فكرية تهدف إلى استغلال هذا المعلم التاريخي بشكل يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، حيث سيتم دعوة الأفكار والمقترحات التي تساهم في تعزيز دوره الثقافي والسياحي.
فضاء جديد لهواة الطوابع البريدية
وعلى هامش الزيارة، التقى الوزير ووالي الجزائر بمجموعة من هواة جمع الطوابع البريدية قرب البريد المركزي. كان اللقاء فرصة رائعة للاطلاع على مجموعة متنوعة من الطوابع التاريخية التي تعكس تاريخ الجزائر وثقافتها. وقد تم الإعلان خلال هذا اللقاء عن تخصيص فضاء خاص لهواة الطوابع، دعمًا لجهودهم في توثيق هذا الموروث الثقافي وضمان استمراريته للأجيال القادمة، مما يُظهر التزام الحكومة بحماية التراث الثقافي وتعزيز الأنشطة التي تسهم في نشر الوعي حوله.