ربيقة: الكثير من نقاط التشابه بين الشعبين

قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن الكثير من نقاط التشابه تجمع بين الشعبين الجزائري والفيتنامي، مستدلا بإحياء البلدين هذه السنة للذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وأيضا للذكرى الـ 70 لانتصار معركة “ديان بيان فو”.

وأضاف الوزير ربيقة، أن المبادئ والقيم التي قامت عليها الثورتان هي نفسها، ما يعكس الروابط المتميزة بين الدولتين، منوّها إلى العلاقات التاريخية المتينة التي تربط البلدين وامتدادها عبر الحقب الزمنية، داعيا إلى مزيد من تنسيق بين البلدين لترسيخ الذاكرة التاريخية المشتركة .

وجاءت تصريحات الوزير ربيقة، خلال استقباله اليوم الأحد، بالجزائر العاصمة، فريقا صحفيا من المركز الإذاعي والتلفزي للقوات المسلحة الفيتنامية، وبحضور السفير الفيتنامي بالجزائر، تران كوك خانه، وذلك في إطار “ترقية التعاون الثنائي وتوثيق العلاقات التاريخية” التي تجمع البلدين.

وخلال هذا اللقاء، جدد ربيقة تأكيده، على أن حضور هذا الفريق الإعلامي الفيتنامي إلى الجزائر، يعكس إرادة الدولة الفيتنامية في ترسيخ العلاقات الثنائية أكثر وتقويتها، من خلال إنجاز فيلم وثائقي يجسد المعاني الحقيقية لموقعة “ديان باين فو” (1954)، وتأثيرها على حركات التحرر في قارتي آسيا وإفريقيا.

وفي ذات السياق، أشار وزير المجاهدين، إلى أن هذا العمل سيأتي بثماره كونه يجمع بين الدول الحرة في العالم، مبرزا دور قادة ثورة أول نوفمبر المجيدة وثورة فيتنام في انتصار الحرية والكرامة لشعبيهما وللإنسانية قاطبة.

من جهته، أكد سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية بالجزائر، تران كوك خانه، على جودة علاقات الصداقة والتضامن التاريخية القائمة بين الجزائر وبلاده، معتبرا بأن إحياء الجزائر للذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر وفيتنام للذكرى الـ 70 للانتصار في معركة “ديان بيان فو”، يعتبر محطة مشتركة وهامة ومتميزة في تاريخ البلدين.

وأبرز السفير الفيتنامي، أن العلاقات بين البلدين تشكل قاعدة متينة وهامة لترقية التعاون الثنائي في جميع المجالات خدمة لمصلحة الشعبين الجزائري والفيتنامي.

يذكر، أن الفريق الصحفي الفيتنامي سيلتقي خلال تواجده بالجزائر بالعديد من الشخصيات الوطنية، ويزور المتحف الوطني للمجاهد أين سيتم تصوير مشاهد ذات صلة بمعركة “ديان بيان فو”.

ماهي معركة “ديان بيان فو”؟

معركة “ديان بيان فو” هي معركة مصيرية بين قوات اتحاد تحرير فيتنام والجيش الفرنسي الذي كان مدعومًا من قوات من حلف الناتو، والتي دارت رحاها في الفترة ما بين 13 مارس و7 ماي 1954، والتي انتهت بتحقيق انتصار عسكري فيتنامي حاسم، حينما خرج قائد الجيوش الفرنسية حاملاً الراية البيضاء معلنا انتصار جيش فيتنام.

وأنهى الفيتناميون من خلال موقعة “ديان بيان فو” الحكم الاستعماري الفرنسي لبلدهم الذي استمر لعقود طويلة، كما ساهم في إنهاء استعمار فرنسا لعدد كبير من الدول الإفريقية والآسيوية، وذلك بعد أن أشعلت ملحمة الفيتناميين شعلة الثورة في المستعمرات الفرنسية، الأمر الذي دفع فرنسا إلى منح الاستقلال تدريجيا لعدد كبير من مستعمراتها، من أجل الحفاظ على مستعمرات أكثر أهمية.

وكان لمعركة “ديان بيان فو” دروس عسكرية وتكتيكية مهمة، فقد كان استعمال الفيتناميين لحروب العصابات في هذه المعركة أسطوريا ومساهما مباشرا في هزيمة الفرنسيين، على غرار الجزائريين في ثورتهم التحريرية الكبرى، التي انطلقت مباشرة بعد هزيمة فرنسا في فيتنام، ليحقق الجزائريون هم أيضا النصر ويحرروا بلدهم من قبضة المستعمر الفرنسي الغاشم.