حوار الرئيس تبون حول العلاقات الجزائرية الفرنسية
في حوار خاص ومؤثر مع صحيفة L Opinion الفرنسية، عبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن آرائه ومواقفه حول التوترات المتزايدة في العلاقات بين الجزائر وباريس. جاء هذا الحوار في وقت حساس، حيث تتزايد التحديات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
مواقف صريحة تجاه القضايا الشائكة
أظهر الرئيس تبون شجاعة في تناول الملفات الحساسة، بدءًا من القضية المتعلقة بالصحراء الغربية وصولًا إلى وضع الكاتب بوعلام صنصال. وقد أكد تبون أنه يرفض فكرة القطيعة النهائية مع فرنسا، مشددًا على أهمية الحوار والتواصل بين البلدين.
“حملة ممنهجة للتشويه”
أثناء اللقاء الذي تم في قصر المرادية، أفصح تبون عن انزعاجه من الحملات الممنهجة التي وصفها بـ"التشويه"، والتي يقودها بعض الجهات السياسية الفرنسية، وخاصة من اليمين واليمين المتطرف. حيث اعترض على مطالبهم بتعليق التأشيرات وإلغاء اتفاقيات التنقل وتجميد المساعدات المالية.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 51
وقال تبون: “الأجواء متوترة، ونضيّع الوقت مع الرئيس ماكرون”، معبرًا عن استيائه من الاستغلال السياسي للقضايا المشتركة بين البلدين.
الصحراء الغربية: “خطأ فادح”
وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وجه تبون رسالة واضحة إلى الرئيس ماكرون، محذرًا إياه من ارتكاب "خطأ فادح" في هذا الشأن. وأكد أن الجزائر ستظل داعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
موقف الجزائر الثابت تجاه التطبيع مع “إسرائيل”
أعاد تبون التأكيد على موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن بلاده لن تسعى لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” إلا عندما تتحقق دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
أزمات أخرى على الطاولة
في حديثه عن قضية الكاتب بوعلام صنصال، أكد تبون أن صنصال يتلقى الرعاية الطبية ويتواصل مع عائلته، لكنه سيخضع للمحاكمة وفقًا للقانون الجزائري، مؤكدًا أن هذه المشكلة تخص من صنعوها.
كما عبّر تبون عن استيائه من الأجواء “المسمومة” المحيطة بإدارة المسجد الكبير في باريس، مجددًا دعمه لمدير المسجد.
التعاون التاريخي والأمني
دعا تبون إلى معالجة الملفات التاريخية بشفافية، مشددًا على ضرورة التعامل مع إرث التجارب النووية الفرنسية في الجزائر من منظور إنساني وأخلاقي وسياسي. ورغم التوتر القائم، أبدى تبون انفتاحًا على استئناف التعاون الأمني مع فرنسا، ولكنه وضع الكرة في ملعب باريس.
“لا للقطيعة”
في ختام حديثه، أكد الرئيس تبون رفضه لفكرة القطيعة مع فرنسا، لكنه حذر من تداعيات استمرار التوتر، قائلاً: “إذا لم تُصحح الأمور، قد نصل إلى انفصال لا يمكن إصلاحه”.