المشكلات الصحية للحامل في الأشهر الثلاثة الوسطى من الحمل
تُعتبر المرحلة الثانية من الحمل، التي تمتد من الشهر الثالث إلى الشهر السادس، فترة حيوية ومليئة بالتغيرات. لكن، مع هذه التغيرات، قد تواجه العديد من النساء بعض المشكلات الصحية. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من هذه المشكلات الهامة، مع تقديم نصائح للتعامل معها.
النزيف
على الرغم من أن حدوث الإجهاض في هذه المرحلة يعتبر نادرًا، إلا أن النزيف قد يحدث في بعض الحالات. إذا كان النزيف خفيفًا، فلا داعي للقلق. لكن، إذا كان النزيف شديدًا، فقد يكون علامة على أحد الأمور التالية:
- الإجهاض إذا حدث قبل الأسبوع العشرين من الحمل.
- الولادة المبكرة إذا حدث ما بين الأسبوع 20 - 37 من الحمل.
- مشاكل في المشيمة، مثل موقعها غير الطبيعي أو انفصالها عن جدار الرحم قبل الولادة.
الولادة المبكرة
تحدث الولادة المبكرة عندما يأتي الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل، مما قد يؤدي إلى ضعف الوزن (أقل من 2.5 كجم) ومشاكل صحية أخرى. الأسباب تشمل:
- تاريخ ولادات مبكرة سابقة.
- التهاب السائل الأمينوسي.
- حمل توأمي.
- زيادة كمية السائل الأمينوسي.
- تكرار الإجهاض.
- عيوب في الرحم أو مشاكل في المشيمة.
- أمراض مزمنة لدى الأم.
أما الأعراض، فهي تشبه الأعراض الطبيعية للولادة ولكنها تحدث مبكرًا، وتشمل:
- انقباضات في الرحم تزيد عن خمس مرات في الساعة.
- ألم في الظهر وأعلى الساقين.
- تغيرات في الإفرازات المهبلية.
- نزول قطرات دم مع انقباضات الرحم.
- نزول سائل مائي من المهبل نتيجة انفجار الكيس المحيط بالجنين.
عند الشك في الولادة المبكرة، يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم للتأكد من اتساعه، بالإضافة إلى فحص كيس الماء المحيط بالجنين.
فقر الدم (الأنيميا)
خلال فترة الحمل، تحتاج الأم وطفلها إلى كمية أكبر من الحديد مقارنةً بما كان مطلوبًا قبل الحمل. في حين أن الكمية الموصى بها قبل الحمل هي حوالي 15 مجم يوميًا، فإن الحاجة ترتفع إلى حوالي 30 مجم يوميًا أثناء الحمل.
فقر الدم هو حالة تحدث نتيجة نقص مستوى الهيموجلوبين في الدم. الهيموجلوبين مهم جدًا لنقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. وفي فترة الحمل، تزداد كمية الدم بحوالي 45%، مما يؤدي إلى نقص الحديد اللازم لإنتاج كرات الدم الحمراء. توجد أسباب أخرى لفقر الدم، مثل النزيف أثناء العمليات الجراحية، الأمراض المزمنة، أو نقص حمض الفوليك.
إذا كانت نسبة فقر الدم خفيفة، فقد لا توجد أعراض ملحوظة. لكن، في الحالات الشديدة، قد تظهر أعراض مثل:
- تعب مستمر وإرهاق.
- شحوب في الجسم.
- ضيق في التنفس.
- زيادة في ضربات القلب.
- دوار وصداع.
يتم تشخيص فقر الدم من خلال فحص صورة الدم بشكل دوري، خاصة بعد الأسبوع العشرين من الحمل. للعلاج، ينصح باتباع نظام غذائي متوازن مع وصف أدوية تحتوي على الحديد، حيث يمكن أن تسبب هذه الأدوية الغثيان، لذا يفضل تناولها قبل النوم. في بعض الحالات النادرة، قد تحتاج الأم الحامل إلى نقل دم.
اتساع عنق الرحم
في بعض الأحيان، قد يبدأ عنق الرحم في الاتساع قبل انتهاء فترة الحمل، وغالبًا ما يحدث ذلك دون ألم أو انقباضات. يحدث هذا الاتساع نتيجة ضعف عضلات عنق الرحم تحت ضغط نمو الجنين.
القضاء مدبلج 3 الحلقة 81
تشمل الأسباب:
- عمليات سابقة في عنق الرحم، مثل التوسيع أو الكحت.
- تلف عضلات عنق الرحم نتيجة ولادة صعبة سابقة.
- تشوهات في عنق الرحم.
- حمل أكثر من جنين (توأمي).
أما الأعراض، فقد تشمل:
- اتساع عنق الرحم مما قد يؤدي إلى أعراض مشابهة للإجهاض أو الولادة المبكرة.
- نزيف مهبلي مع إفرازات دموية.
- الشعور بثقل في أسفل البطن.
للتشخيص، يعتمد الطبيب على الأعراض والفحص المهبلي لقياس مدى اتساع عنق الرحم. وإذا تم تشخيص الحالة في حمل سابق، يمكن اتخاذ إجراءات وقائية، مثل ربط عنق الرحم لتعزيز قوته، وهو إجراء يتم عادةً بين الأسبوع 18 و20 من الحمل، مع ضرورة الراحة التامة في السرير.