الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية.. المترشحون

الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية.. المترشحون
(اخر تعديل 2024-08-17 18:35:08 )

هل تريد ملخصا مني؟

انطلقت الخميس الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر 2024، وكل الأعين تترقب الخطاب السياسي الذي سيركز عليه المترشحون الثلاثة لاستقطاب الناخبين، وبالرغم من أن نوعية المتنافسين من الصنف الأول حزبيا، يبقى التخوف من عودة العبارات والشعارات التي عرفتها انتخابات ما قبل 22 فبراير 2019، يسيطر على الشارع.

ويتطلع أكثر من 24 مليون ناخب خلال 20 يوما من الحمة الانتخابية، إلى خطاب سياسي رفيع ونوعي، ينسيهم “فضائح” و”استهزاء” وّسخرية” عانوا منها لفترة طويلة في ظل مترشحين استغلوا رغبة الشعب في التغيير للظهور وصنع اسم لهم في عالم السياسة، متناسين أن التنافس على كرسي رئاسة الجزائر ليس لعبة أطفال أو مناسبة لتمضية الوقت.

أهمية الخطاب

ويعد الخطاب السياسي الورقة التي تحدد مصير كل مترشح في مختلف الانتخابات قبل البرامج، على اعتبار أن نوعية الناخبين تغيرت وباتت من الجامعيين والمتخرجين والمتعلمين، وتوسعت بذلك دائرة النخبة عكس الاستحقاقات السابقة، أين غلب العمال الكادحين وجيل الثورة على المعنيين بالعملية الانتخابية.

وفي السياق، يعتقد القيادي في حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية الحبيب لعليلي، في تصريح لـ”أوراس”، أن ظروف إجراء انتخابات 2024 تختلف عن ظروف 2019 التي تم تنظيمها وسط حالة من الشد السياسي والتهييج الإعلامي الذي بلغ حد التراشق العرقي مدعوما من مخابر وذباب إلكتروني منظم، ولذلك كان مستوى الخطاب متدني في انتخابات 2019، مضيفا أن رئاسيات 2024 تمر في ظروف هادئة وسلسة.

وأبرز لعليلي، أن حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية وهو جزء من فريق الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد المجيد تبون، ويرى أن “فارسه” سيركز على لغة الأرقام والصراحة المعهودة في خطاباته الموجهة للشعب الجزائري، مشيرا إلى أنه ” نؤمن بالجزائر الموحدة التي تبني وتعزز مؤسساتها الاقتصادية ووزنها العسكري والجيوسياسي في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء”.

نقاط مشتركة

من جانبه، أوضح الإعلامي كريم بن زيتوني، في تصريح لـ”أوراس”، أن ما يجمع أغلب المتابعين للساحة السياسية الجزائرية هو حالة الترهل الكبير في السردية والخطاب على اعتبار أنه أحد أهم أدوات التسويق السياسي والإيديولوجي والعمل الحزبي، وقد مر الخطاب السياسي الجزائري خاصة ما تعلق منه بالحملات الانتخابية بمراحل متفاوتة قوة وضعفا، بل وحتى على مستوى المقاربات والمرجعيات، وانتقل من الخطاب الوطني الثوري إلى الإسلاماوي بداية التسعينات، وصولا لما أضحى يعرف بخطاب التزلف والتملق بداية الألفية الجديدة.

وتوقع بن زيتوني، أن يكون خطاب الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر التي انطلقت الخميس، مشتركا بين المترشحين الثلاثة في عدة نقاط، أهمها إجراءات اجتماعية كرفع الأجور وتخفيض الأسعار وأيضا إراز التخوف مما يجري على حدود اللاد ومحاولات أطراف دولية إثارة الفوضى، مشيرا إلى أن مرشح جبهة القوى الاشتراكية سيرتكز على قضايا الهوية واللغة الأمازيغية وحرية التعبير وصلاحيات المسؤولين المحليين، وسيتخذها أهم الأوراق التي يبنى عليها استراتيجية التسويق السياسي.

تسويق الخطاب

أما بالنسبة لحركة مجتمع السلم يقول بن زيتوني، فالخطاب الهادئ والمهادن أضحى من سمات الحزب الذي يدعو منذ نشأته لترسيخ الهوية الدينية، والعمل على حضور أكثر جرأة وقوة على الساحة الدولية عبر القضايا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وسبق للمترشح عبد العالي حساني شريف، أن دعا إلى تفادي ما وصفها بخطابات “التيئيس” خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2024، مؤكدا على ضرورة تقديم اقتراحات وحلول من شأنها استعادة ثقة الجزائريين خلال فترة الحملة الانتخابية، بعيدا عن التراشق اللفظي وكل السلوكيات المنبثقة عما وصفه بـ “العهد البائد”.

كما أبرز رئيس حركة البناء الوطني، عبدالقادر بن قرينة، أن خطاب حزبه خلال الحملة الانتخابية سيسلط الضوء على البرنامج المستقبلي للجزائر الجديدة بقيادة المترشح عبدالمجيد تبون، وذلك استكمالا لإنجازاته المحققة خلال عهدته الرئاسية الأولى، مضيفا أن الخطاب الانتخابي سيكون حاضرا بكل الوسائل المتاحة والمشروعة قانونيا من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة أو عبر اللقاءات الجوارية، وسيتناول مواقف الجزائر الثابتة من القضايا الدولية العادلة، وفي مقدمتها القضيتين الفلسطينية والصحراوية.