ارتفاع رواتب اللاعبين في الدوري الجزائري
شهد الدوري الجزائري لكرة القدم في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال موسم 2024/2025، زيادة غير مسبوقة في الرواتب التي يتقاضاها لاعبو بعض الأندية، مما أثار جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي الجزائري. هذه الزيادة ليست مجرد أرقام، بل تعكس تحولاً كبيراً في طريقة إدارة اللعبة في البلاد.
في الاجتماع الأخير الذي جمع ممثلي أندية دوري الدرجة الأولى، عرضت رابطة كرة القدم المحترفة أرقاماً صادمة تتعلق بكتل الأجور للاعبين خلال الموسم الحالي. هذه الأرقام، التي قدمها مراد بوسافر، الأمين العام للرابطة، كانت بمثابة صدمة للجميع، خاصة وأنها تعكس واقعاً جديداً في مجال كرة القدم الجزائرية.
أضخم كتلة أجور في تاريخ الدوري الجزائري
وفقاً للتقرير الذي تم تقديمه، فإن الكتلة الإجمالية للأجور الخاصة بلاعبي أندية المحترف الأول قد وصلت إلى 75.181 مليار سنتيم شهرياً، مما يعني 902.173 مليار سنتيم سنوياً. هذه الأرقام تشير إلى ارتفاع مذهل بنسبة 60% مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما أكده موقع "الخبر".
الارتفاع الكبير في كتلة الأجور يعزى إلى توجه رؤساء الأندية نحو انتداب اللاعبين بدون أي ضوابط مالية أو رياضية، مما أدى إلى خلق وضع معقد يتطلب إعادة تقييم شاملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأرقام لا تشمل المنح التي قدّمها بعض الأندية للاعبين النجوم، مما يجعل الوضع "مرعباً" أكثر.
شباب بلوزداد يتصدر قائمة الأكثر إنفاقاً
يأتي نادي شباب بلوزداد، الفائز بلقب كأس الجمهورية العام الماضي، في مقدمة الأندية الجزائرية من حيث الإنفاق على أجور اللاعبين. تكاليف أجور لاعبي كتيبة "السياربي" تصل إلى 9.544 مليار سنتيم شهرياً، وهو ما يكشف عن استثمارات ضخمة في اللاعبين.
من بين هذا المبلغ، يشكل الجزء الأكبر كتلة أجور لاعبي الفريق الأول بالإضافة إلى الطاقم الفني، بينما يعد مبلغ 147 مليون سنتيم مخصصاً لأجور الفريق الرديف وحده، مما يبرز التوجه الاستثماري الكبير في كرة القدم الجزائرية.
دين الروح الحلقة 3
محاولات "فاف" للحد من النزيف المالي
في ظل هذه الأرقام المرعبة، تسعى الهيئة المسؤولة عن كرة القدم الجزائرية لاحتواء الوضع، حيث دعت الرابطة المحترفة، بدعم من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "فاف"، الأندية إلى ضرورة ترشيد النفقات. لكن يبقى هذا الأمر مجرد توصيات غير ملزمة، في ظل وجود العديد من العوامل التي تسهم في استمرار هذا الارتفاع الجنوني في الأجور.
إن التعامل مع هذه الأرقام الضخمة يتطلب رؤية استراتيجية وإعادة هيكلة شاملة لضمان مستقبل مستدام للدوري الجزائري، بعيداً عن التحديات الحالية.